خطبة الجمعة.. العناية بتربية الشباب

العناية بتربية الشباب

فضيلة الشيخ عدنان بن عبد الله القطان

10 شوال 1445 هـ – 19 إبريل 2024 م

———————————————————————————

الحمد لله الجواد الكريم، الشكور الحليم، أسبغ على عباده النعم ودفع عنهم النقم وهو البر الرحيم، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله المصطفى الكريم، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.

أمّا بعد: فيا عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)

معاشر المسلمين: لقد أولى الإسلامُ عنايتَه بشريحة الشَّباب، ووجَّه الأنظارَ إلى العناية بهم ورعايتهم، وتوجيههم التوجيهَ السَّليم؛ لأنَّهم أسرع استجابة للحقِّ، وأكثر انقياداً ومحبَّة له، وإنَّ الإنسان في مراحل العمر الزَّمني أقوى ما يكون نشاطًاً وقوة وحيوية ومحبَّة في حال الفتوَّة والشباب؛ يقول الله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ)

وفي مرحلة الشباب ميل للشهوة، وإظهار للفتوة، وكسل عن الطاعة؛ ولذا كان من السبعة الذين يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله، شاب نشأ في عبادة الله تعالى؛ ولأن مرحلة الشيخوخة فيها ضعف القوة، وخمود الشهوة كان من الثلاثة الذين لا يكلمهم الله تعالى ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم، (شَيْخٌ زَانٍ) وهو الشيخ الكبير الذي شاب رأسه، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللهَ لَيَعْجَبُ مِنَ الشَّابِّ الذي لَيْسَتْ لَهُ صَبْوَةٌ) أي: ليس له ميل إلى الهوى والشهوة المحرمة باعتياده للخير، وقوة عزيمته في البعد عن الشر، وهذا عزيز نادر، فلذلك قرن بالتعجب؛ وذلك لأن الغريزة تنازع الشباب، وتدعوهم إلى الشهوات والشيطان يزينها لهم، فعدم صدور الصبوة من الشاب هو من العجب العجاب.. وللنبي صلى الله عليه وسلم منهج فريد عجيب في القرب من الشباب، ومحاكاة عقولهم وتخفيف سورتهم وتهذيب شهوتهم، وتوجيه قوتهم إلى ما ينفعهم في الدنيا والآخرة وذلك بتقريبهم من الطاعات وإبعادهم عن المحرمات، بخطاب يناسب أحوالهم، ويراعي الفوارق بينهم.. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يغرس في قلوب الشباب الإيمان، ويربيهم على العلم مع العمل، ويتعاهدهم عند بلوغهم؛ لأنه سن التكليف، وكأن هذا الفعل منه صلى الله عليه وسلم كان عاماً مع الشباب؛ كما يدل عليه حديث جُنْدُبِ بن عبد اللَّه رضي الله عنهِ قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ فِتْيَانٌ قد قاربنا البلوغ، فَتَعَلَّمْنَا الْإِيمَانَ قبل أَنْ نَتَعَلَّمَ الْقُرْآنَ، ثُمَّ تَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ فَازْدَدْنَا بِهِ إِيمَاناً).. وأثمرت هذه التربية الإيمانية في المدينة النبوية شباباً متطلعاً للآخرة، عاملاً لها، نافعاً لنفسه ولأمته، يقوم بواجبه تجاه أهله، ويتفانى في خدمة غيره، يدل على ذلك الحديث الذي رواه أَنَسِ بن مَالِكٍ رضي الله عنه بما معناه، أنه كان شَبَابٌ مِنَ الأَنْصَارِ، رباهم رسول الله  صلى الله عليه وسلم على عينه، وعددهم سَبْعِون رَجُلاً، (من حفظة كتاب الله) يقال لهم الْقُرَّاءَ يقرءون القرآن ويتدارسونه ويصلون ويقومون الليل، ويخدمون أهليهم، فَبَعَثَهُمُ النبي صلى الله عليه وسلم (للدعوة إلى الله وتعليم الناس القرآن، فغدر بهم المشركون وقتلوهم جميعاً) وذلك بما يعرف في يوم بِئْرِ مَعُونَةَ.  فَدَعَا النبي صلى الله عليه وسلم على قَتَلَتِهِمْ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً في صَلاَةِ الفجر) وقصة استشهادهم في الصحيحين.. وإن رأى صلى الله عليه وسلم شاباً صالحاً عنده ترك لبعض النوافل أثنى على صلاحه تشجيعاً له؛ فإن التشجيع يعمل عمله في القلوب، ثم أرشده إلى ما عنده من النقص ليكمله، فثناؤه عليه بما فيه من الخير يفتح قلبه لتلقي الإرشاد، فقد وجه صلى الله عليه وسلم الشاب عبد الله بن عمر حيث قال عنه: نِعْمَ الرَّجُلُ عبد اللَّهِ لو كان يُصَلِّي من اللَّيْلِ، قال الراوي: فَكَانَ عبد اللَّهِ بَعْدَ ذلك لَا يَنَامُ من اللَّيْلِ إلا قَلِيلًا).

فأثنى النبي صلى الله عليه وسلم عليه بما فيه من الخير، ثم وجهه إلى ما ترك من نافلة قيام الليل، فكان هذا التوجيه بعد الثناء محل قبول عبد الله ابن عمر، فعمل بإرشاد النبي صلى الله عليه وسلم… وربما رأى النبي صلى الله عليه وسلم شباباً فيه شيء من التقصير في الطاعة، أو الوقوع في المعصية فيرشده بما يبعده عن المحرم؛ إذ فعل الواجبات، وترك المحرمات أهم بالتوجيه والتأديب من الإرشاد إلى المندوبات، ومن ذلك ما روى سَمُرَةُ بْنُ فَاتِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (نِعْمَ الْفَتَى سَمُرَةُ، لَوْ أَخَذَ مِنْ لِمَّتِهِ (وكان شعره طويلاً) وَشَمَّرَ مِنْ مِئْزَرِهِ، (وكان مسبلاً ثوبه) فَفَعَلَ ذَلِكَ سَمُرَةُ أَخَذَ مِنْ لِمَّتِهِ، وَشَمَّرَ مِنْ مِئْزَرِهِ، (امتثالاً وطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم) فتأملوا كيف نفع الثناء على هذا الشاب في تركه المنهي عنه… وأحيانا يعمد النبي صلى الله عليه وسلم إلى الأسلوب الحواري العقلي ليزيل ما في نفس الشاب من التعلق بالمعصية، ويأخذه بالرفق واللين، فليس كل الشباب يتقبلون الأمر والنهي بلا إقناع.. ومهما كان مطلب الشاب فيه شذوذ وخروج عن المألوف، وضرب من الجنون، فلا سبيل إلى ثنيه عنه إلا بالإقناع والحوار والإلزام، والجدال بالتي هي أحسن، والعمدة في ذلك حديث أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ:  أنَّ غلاماً شابًّاً أتى النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فقال: يا نبيَّ اللهِ أتأذنُ لي في الزنا؟ فصاح الناسُ به وزجروه، فقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم للشاب ادْنُ مني، فدنا حتى جلس بين يديْهِ، فقال النبيُّ عليه الصلاةُ والسلامُ: أتحبُّه لأُمِّكَ فقال: لا، جعلني اللهُ فداك، قال: كذلك الناسُ لا يُحبُّونَه لِأمَّهاتِهم، وعدد عليه صلى الله عليه وسلم محارمه وفي كل مرة يقول الشاب: لا، جعلني اللهُ فداك، ويقول له الرسول: كذلك الناسُ لا يُحبُّونَه لمحارمهم: فوضع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يدَه على صدرِه وقال : اللهمَّ طهِّرْ قلبَه واغفر ذنبَه وحصِّنْ فَرْجَه فلم يكن شيءٌ أبغضَ إليه منه .

فتأملوا كيف زجر الناس هذا الشاب لجرأته في طلبه، وكيف أن النبي صلى الله عليه وسلم تلطف به، وفتح مداركه بالسؤال على خطأ ما يطلب، ثم دعا له بعد ذلك.

وما فقد الآباء والمربون والمصلحون فئة الشباب إلا لأنهم لم يصبروا على غرائب مطالبهم، ولم يستطيعوا إثبات خطئهم فيها، والرفق مع الشباب لا يأتي إلا بخير.

عباد الله: وكان صلى الله عليه وسلم في تربيته للشباب يحول بينهم وبين مواطن الريب، ومواضع الفتن، ويسعى جهده في صرفهم عنها؛ لئلا تزل بهم الأقدام، ومن ذلك أنه صلى الله عليه وسلم في حجته اسْتَفْتَتْهُ جَارِيَةٌ شَابَّةٌ في الطريق وكان أبن عمه الفضل بن العباس رديفه وكان شاباً، فجعل ينظر إلى الفتاة وتنظر إليه، فلَوَى النبي صلى الله عليه وسلم عُنُقَ الْفَضْلِ ليصرفه عن النظر المحرم فقال له الْعَبَّاسُ: (يا رَسُولَ الله، لِمَ لَوَيْتَ عُنُقَ ابن عَمِّكَ؟ قال: رأيت شَابًّا وَشَابَّةً فلم آمَنْ الشَّيْطَانَ عَلَيْهِمَا) فأين من هذا الحديث العظيم وما فيه من حسم مادة الفساد من يفتحون أبواب الشهوات للشباب والفتيات، ويزينون لهم الفواحش والمنكرات ويعبدون طرقها بشتى الوسائل المحرمة؟!

أيها الأخوة والأخوات في الله: فترة الشباب فترة خطيرة تؤرق الآباء والأمهات ولا سيما في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن والمغريات، واستهدف فيه الشباب والفتيات بأنواع من الشر، وسهل الوصول إليهم بوسائل الاتصال الحديثة التي اقتحمت عليهم غرفهم، وبإمكان أي أحد أن يحادثهم وهم في فرشهم، فصارت الرقابة عليهم لحفظهم من العسر بمكان، ولا سيما أن شباب اليوم قد صار فيهم تمرد وحب استقلال وعزلة وانفراد عن والديهم وأهلهم، ولا سبيل إلى الوصول إليهم إلا بالمعاملة الحسنة، والكلمة الطيبة، والحوار والإقناع كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع الشاب الذي صرح بكل جرأة وصفاقة أنه يريد الزنا؛ فألان النبي صلى الله عليه وسلم القول له، وأحاطه بلطفه، وأقنعه ولم يزجره مع أنه يستأذنه في فعل كبيرة من كبائر الذنوب عباد الله: إن شباب الإسلام وفتياته اليوم مستهدفون من الأعداء بأنواع من الاستهداف مستهدفون في عقائدهم وأفكارهم لتغييرها، ومستهدفون في قناعتهم بالانتماء إلى أوطانهم وأمتهم لتبديلها، ومستهدفون في أخلاقهم وسلوكهم لإفسادها، حتى إنهم مستهدفون في عقولهم وأجسادهم لإتلافها بالمسكرات والمخدرات، وما تكشفه دوائر الجمارك والأمن بين الفينة والأخرى من تهريب المخدرات وترويجها بين الشباب والفتيات بكميات ضخمة جداً؛ ليدل على أن جهوداً دولية جبارة تبذل في هذا السبيل..

إن ثروة الأمة التي لا تقدر بثمن، ولا يمكن تعويض خسارتها أبداً هم شبابها وفتياتها، وماذا تفيد البُنى التحتية، وازدهار الاقتصاد، وتدفق النعم، وكثرة البناء والعمران إذا تم

استلاب عقول الشباب والفتيات، وصرفهم عن قضايا أمتهم إلى سفاسف الأمور ورذائل الأخلاق، وإغراقهم بالشهوات المحرمة، وحينها يكونون عبئاً على أسرهم وعلى مجتمعاتهم وأوطانهم وعلى الأمة جمعاء.

 وإن أعظم استثمار يستثمره الرجل في حياته هو استثماره في أبنائه وبناته، في القرب منهم والقيام عليهم وتحسس مشاكلهم، وإشباع حاجاتهم.. وإلا فتنمية الأموال، وكثرة العقار لن تجدي شيئاً إذا ما فقد الرجل أولاده، أو أحس بعدم انتمائهم إليه، وبعدهم عنه.

فأولوا رحمكم الله مرحلة الشباب عنايتكم، واتقوا الله تعالى فيهم، أدبوهم أحسن تأديب، وربوهم على الإيمان والقرآن، وازرعوا فيهم مكارم الأخلاق، وعاملوهم كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعاملهم؛ فإنكم إن فعلتم ذلك وجدتم نفعهم في دنياكم، ويصلكم دعاؤهم لكم بعد مماتكم، يقول صلى الله عليه وسلم:

(إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ)

نسأل الله تعالى أن يعصمنا والمسلمين من مضلات الفتن والأهواء ما ظهر منها وما بطن، وأن يحفظ شباب المسلمين وفتياتهم من كيد الكائدين وتربص المتربصين، وضلال المضلين، إنه سميع مجيب الدعاء.

نفعني الله وإيّاكم بالقرآن العظيم، وبهديِ سيد المرسلين، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيمَ الجليل لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلّ ذنبٍ فاستغفروه، إنّه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، كما يحب ربنا ويرضى، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأزواجه وأصحابه وأتباعه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.

أما بعد فيا أيها المسلمون: إننا نعيش اليوم في عالم ممتلئ بالتحديات مزدحم بالمؤثرات، فحري بنا أن نحصن أبناءنا وشبابنا وفتياتنا من جميع الأفكار والتصرفات غير السليمة المخالفة لقيمنا وأخلاقنا وأمن مجتمعنا ووطننا، فالشباب اليوم في حاجة إلى من يقف معهم ويرشدهم، ويدلهم على ما يفيدهم في حياتهم وينفعهم، فدور تنشئة الشباب مشترك بين الأسرة والمدرسة والمجتمع، فالتربية لا تقع على عاتق واحد، بل كل من حول الشاب يستطيع أن يسهم في تربيته، غير أن التركيز الأساسي هنا ينصب على الأسرة في المقام الأول، لذلك على الأسرة أن تعلم أن من أهم العوامل التي تعين الآباء على تخريج جيل صالح لمجتمعه نافع لوطنه، وجود الاستقرار الأسري بين الوالدين، وإظهار جانب الحب والمودة والتفاهم بين الزوجين، فهذا يغرس الاستقرار والاتزان في نفسية الشاب، فيجعله ينشأ على التواصل مع والديه في جو أسري مفعم بالسعادة والنقاء، فتكون الأسرة بذلك قد أعطت ابنها وابنتها أفضل الهبات والعطاء، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (مَا نَحَلَ – أَي أَعْطَى- وَالِدٌ وَلَداً أَفْضَـلَ مِنْ أَدَبٍ حَسَنٍ) وجدير برب الأسرة أن يعلم أن الشاب والشابة بحاجة إلى من يقتدي به في حياته، فوجود القدوة الحسنة والمثل الأعلى عامل مهم في تربية الشاب على الخلق القويم، وتعويده السلوك المستقيم، فرؤية الشاب لوالده مثلاً حال أداء عبادته، له بالغ الأثر في الاقتداء به والتأثر بشخصيته، بعكس ذلك الأب الذي يناقض نفسه ويأمر أبناءه بترك سلوك سيئ أو عادة شائنة، وهم يرون تلك العادة في والدهم واضحة بينة، لذلك يقول الله تبارك وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ، كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ) كما أن من المهم جداً أن تصل علاقة الأب بابنه الشاب إلى أبلغ مداها، وأفضل أحوالها، لينصحه ويرشده، وينفعه بآرائه ويفيده، ويحسن للمربي أن يقرأ الكتب التي تعنى بتربية الشباب وكيفية التعامل معهم، لأن لكل مرحلة الوسائل المناسبة لها، وما يصلح لتربيتها، فلتربية الطفل طرق تختلف عن طرق تربية الشاب، إن على الأب أن يسعى لكسب ود ابنه، ويشاركه في شؤون حياته ليكون قريباً منه، فيشجعه لممارسة المفيد من الأعمال، ويطالبه بالقيام بدور بناء في الحياة، ولا ننس دور الأم في مساندة الأب في تنشئة أبنائهما، فالأم إن رأت من أحد أبنائها ولداً أو بنتا سلوكاً سيئاً أو تصرفاً خاطئاً فعليها أن تكون حازمة في معالجة الأمور، ولا تأخذها

العاطفة إلى التستر عليه، وليعلم الزوجان مدى أهمية التعاون فيما بينهما؛ وضرورة وجوده من أجل تربية أبنائهما، فعلى الأب عدم الانشغال الطويل عن الأسرة، خصوصاً إن كان بعض أولاده قد بلغ سن الشباب، ليتفقد سلوكهم وأحوالهم، ويسأل في المدرسة عن مستوياتهم، ولا يبخل عليهم بأي نصح أو إرشاد أو إفادة، وليجعل ذلك في حياته معهم منهجاً وعادة، وقد جاء في الأثر: (الْزَمُوا أَوْلاَدَكُمْ وَأَحْسِنُوا أَدَبَهُمْ) بذلك يبقى الشباب في مأمن يحفظ لهم حياتهم ومستقبلهم.. فاتقوا الله عباد الله، والتمسوا أفضل السبل والوسائل في تربية الشباب، ليكونوا نافعين لأنفسهم، ناجحين في حياتهم، صالحين في وطنهم ومجتمعاتهم.

اللهم أصلح شبابنا وفتياتنا، اللهم خذ بأيديهم إلى ما تحبه وترضاه، وأخرجهم من الظلمات إلى النور، اللهم أرهم الحق حقاً وارزقهم إتباعه، وأرهم الباطل باطلاً وارزقهم اجتنابه.

اللهم جنّبهم رفقاء السوء. وسلمهم من شر الأشرار آناء الليل وأطراف النهار.

اللهم متّعنا ببرهم في حياتنا وأسعدنا بدعائهم بعد مماتنا. اللهم بارك لنا في أولادنا ووفقهم لطاعتك وارزقنا برّهم يا رب العالمين.

اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، اللهم اجعل كلمتك هي العليا إلى يوم الدين، اللهم آمنا في وطننا وخليجنا، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين، اللهم ووفق ولاة أمورنا، وفق ملكنا حمد بن عيسى وولي عهده رئيس وزرائه سلمان بن حمد، وفقهم لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى وهيئ لهم البطانة الصالحة الناصحة يارب العالمين.. اللهم كن لإخواننا المستضعفين في كل مكان، ناصراً ومؤيداً، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان. اللهم ولي عليهم خيارهم، واصرف عنهم شرارهم، ووحد صفوفهم، يا سميع الدعاء

اللهم أحفظ بيت المقدس والمسجد الأقصى وأهله وفك أسره، وأحي في قلوب المسلمين

والمؤمنين حبه ونصرته واجعله شامخاً عزيزاً إلى يوم الدين.

اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا، ونفس كروبنا وعاف مبتلانا، واشف مرضانا واشف مرضانا وارحم موتانا وعلمائنا وارحم والدينا برحمتك يا أرحم الراحمين.

الْلَّهُمَّ صَلِّ وَسَلَّمَ وَزِدْ وَبَارِكَ عَلَىَ سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ.

عِبَادَ الْلَّهِ: إِنَّ الْلَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيْتَاءِ ذِيْ الْقُرْبَىَ وَيَنْهَىَ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُوْنَ، فَاذْكُرُوْا الْلَّهَ الْعَلِيَّ الْعَظِيْمُ الْجَلِيْلِ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَىَ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ الْلَّهِ أَكْبَرُ، وَالْلَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُوْنَ وَيَغْفِرْ الْلَّهَ لِيَ وَلَكُمْ.