خطبة الجمعة.. وصايا نافعة للعام الدراسي القادم

 

وصايا نافعة للعام الدراسي القادم

فضيلة الشيخ عدنان بن عبد الله القطان

6 ربيع الأول 1447 هـ – 29 أغسطس 2025 م

 

الحمدُ للهِ الذي علَّم بالقلم، علَّم الإنسانَ ما لم يَعلَم، ورفعَ قدرَ العلم وأهله، وجعلَه نوراً وهدايةً، وسبباً لنهضة الأمم. ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الكريم المنان، رفع شأن العلم والعلماء، وجعلهم منارة وأهلاً للثناء، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، الذي كمل الله له الفضائل والإحسان، وجعله معلم البشرية ما أشرقت شمس وانمحى ظلام على مر الأعوام والدهور والأزمان، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأزواجه وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أمّا بعد: فيا عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)

معاشر المسلمين: ها هم أبناؤنا وبناتنا يستقبلون بعد أيامٍ قليلة عامًا دراسيًّا جديدًا، تفتح فيه المدارس الخاصة والحكومية أبوابها، وتلتحق به المعاهد والجامعات، ليغترف أبناؤنا من معين العلم الصافي، ويرتقوا في مدارج المعرفة، كلٌّ بحسب مستواه واتجاهه. وإنّ هذه المسيرة المباركة لا تقوم إلا بتكاتف الجهود بين البيت والمدرسة؛ فالأبوان والمعلمون شركاء في صناعة جيلٍ مؤمنٍ صالحٍ، يجمع بين التربية الإسلامية الراشدة والمواطنة الصالحة، فيعود ذلك عليهم بالخير في دنياهم وأخراهم. ولْيعلم كلُّ من تحمّل أمانة التعليم أنّ أوّل ما يُرجى منه أن يتقي الله تعالى في أبنائنا وبناتنا، في قوله وفعله وسلوكه، وأن يكون قدوة حيّة في دينه وعدله وحكمته، فلا يفرّق بين طالب وطالبة، ولا يحابي أحدًا على حساب آخر، بل يكون للناشئة أبًا رحيمًا وأمًّا عطوفة، ومثالًا صالحًا يُقتدى به. وإنّ من أعظم الخلل أن يتصدّى للتربية والتعليم من قصّر في طاعة ربّه أو تهاون في أمر دينه؛ فإن فاقد القيم لا يستطيع أن يغرسها في غيره. فالطالب إذا رأى معلّمه متهاوناً بالطاعة أو مجترئاً على المعصية، اضطرب في نفسه ميزانُ الحلال والحرام. وإذا سمع منه فحشَ القول وضعفَ الأدب، انكسرت في قلبه قيمة الكلمة الطيبة. وإذا رأى المعلّمة تُهمل الحشمة أو تستجيب لتيارات الانحلال، تزعزعت في وجدانه معاني الفضيلة.

ومن هنا ندرك أنّ التربية بالقدوة أبلغ من التربية بالمواعظ، وأنّ النصح في الصدق والأمانة لا يؤتي ثماره إذا كان المربّي واقعاً في الكذب أو الغش؛ فالعين ترى قبل أن تسمع، والقدوة الصالحة أصدق برهان.

أيها الإخوة والأخوات: لقد ضعفت موازين بعض المجتمعات حين قصّر بعض الآباء في متابعة أبنائهم ورعايتهم، وغفلوا عن أحوالهم وأصدقائهم ومستوياتهم، كما قصّر بعض المعلّمين في أداء رسالتهم السامية، فكان لذلك أثر في ضياع الأمانة بين إفراط هنا وتفريط هناك. ومع ذلك فإن في الأمة -بحمد الله – من الآباء والأمهات والمربين والمربيات نماذج مشرّفة مضيئة، يُشبهون الجنود المجهولين الذين يواصلون الليل بالنهار في تعليم الأجيال وتقويمهم، وهم الأجدر بالشكر والتقدير، وبالتكريم، والاعتراف بفضلهم، ومكانتهم.

يا معشر المعلمين والمعلمات: أنتم مشاعل النور، وأمل الأمة بعد الله، ورسالتكم امتدادٌ لرسالة سيد الخلق ﷺ، الذي كان خير المعلّمين، لا يضرب ولا يوبّخ، بل يعلّم بالحلم والرفق والرحمة. كان يبشّر ولا ينفّر، وييسّر ولا يعسّر، دائم البشر طليق الوجه، حتى قال جرير بن عبد الله رضي الله عنه: (ما لقيتُ النبي ﷺ إلا تبسّم في وجهي). فاعلموا – رعاكم الله – أن على أيديكم تُزرع بذور العلم والإيمان، وتُغرس أخلاق الفضيلة، وأن صبركم على الجاهل والسفيه من الطلاب والطالبات، هو الذي يثمر جيلاً صالحاً نافعاً. فاغرسوا بأيديكم علوماً نافعة، وأخلاقاً راسخة، تنير لأبنائنا دروب الدنيا، وتكون لهم زاداً إلى الآخرة.

أيها الأخوة والأخوات: التعليمُ رسالةٌ جليلةٌ شريفة، حمل لواءها الأنبياءُ الكرام، وتوارثها العلماء، وقام بواجبها الأخيارُ والصالحون. فهنيئًا لمن أدّى حقها، وأخلص في أدائها، فكان من الموفّقين المرضيّ عنهم عند الله جلّ وعلا.

أيُّها الآباءُ والأمَّهاتُ: اتَّقوا اللهَ في أبنائِكم وبناتِكم، واغرسوا في قلوبِهم حُبَّ العِلمِ والعلماءِ، وأدِّبوهم قبل أن تُرسلوهم إلى مَجالس الدروس، فإنَّ الأدبَ أساسُ العلم، وبابُ الانتفاع به، ومفتاحُ بركته. واعلموا أنَّ تعظيمَ المعلِّم وتوقيرَه مِن تعظيم الشريعة، وأنَّ من أخلَّ بحقوق معلِّمِه لم يَذُقْ طعمَ العلم، ولم يُفتح له من أبوابِه.

تأمَّلوا – رحمكم الله – في موقفِ أُمِّ الإمام مالك بن أنس رحمه الله، لمَّا أراد ولدُها أن يحضر مجالس العلماء، ألبستْه أحسنَ الثياب، ومسحتْ على رأسه، وقالت: (يا بُنيَّ، اذهب إلى مجلس ربيعة، وخُذْ من أدبِه وسمتِه قبل أن تأخذ من علمه). فأدركت بفطرتها الصالحة أنَّ الأدبَ يسبق العلم، وأنَّ العلمَ بلا أدبٍ وبلا وقارٍ لا يزيد صاحبَه إلا خِفَّةً وضياعاً. وكذلك انظروا إلى أمِّ سفيان الثوري رحمه الله، لمَّا تُوفِّيَ زوجُها وتركها مع أولادها، أراد سفيان أن يترك طلب العلم ليعمل في طلب الرزق، فقالت له: (يا بُنيَّ، اطلب العلمَ، أكفِكَ بمغزلي). فحملت همَّ المعيشة وحدَها، وضحَّت براحتها، حتى صار ولدُها إمامًا من أئمة المسلمين، وعَلَمًا من أعلام الأمَّة. فكلُّ مَن انتفع بعِلمه إلى يوم القيامة فهو في ميزان حسناتها.

وهذا الإمامُ أحمد بن حنبل رحمه الله، الذي طاف البلدان، ورحل الأسفار البعيدة في طلب الحديث، حتى كان يقول: (طلبتُ الحديثَ وأنا ابن عشر سنين، وسافرتُ وأنا ابن عشرين)، ولما سُئل: (إلى متى تطلب العلم؟ قال: مع المِحبرة إلى المقبرة). وكان يَرحل لأجل حديثٍ واحدٍ من بغداد إلى صنعاء، في صبرٍ عجيب، وهمَّةٍ عالية، وإصرارٍ لا يعرف الكلل.

وانظروا إلى الإمام البخاري رحمه الله، الذي خرج صغيراً مع أمِّه إلى مجالس العلم، فكان يحفظ في صغره مئات الأحاديث، ويرحل في شبابه بين الأمصار يجمع صحيحَه الذي أطبق العلماء على قبوله. ولقد كان يبيت الليالي الطويلة على السراج يكتب ويدقِّق، حتى صار كتابه (الصحيح) أصحَّ الكتب بعد كتاب الله تعالى. فهؤلاء أئمَّتنا وعلماؤنا – رحمهم الله – لم يَبلغوا ما بلغوا إلا بصبرٍ على المشاق، ورعايةٍ من والدين صالحين قدَّما لهم النُّصح والدعم، وغرسوا في نفوسهم حبَّ الأدب والعلم. فاجعلوا رحمكم الله أبناءكم وبناتكم على أثرهم، وأخبروهم بسِيَر هؤلاء الأعلام، لعلَّ في ذلك غرساً لروح الجدِّ والهمة، وفتحاً لباب التوفيق والبركة.

أبنائي وبناتي من الطلاب والطالبات: أوصيكم ونفسي قبلكم بالجدِّ والاجتهاد، ومغالبة الكسل والفتور، فإنَّ العلم لا يُعطى كلَّه حتى تُعطيه جهدك ووقتك، ومن جدَّ وجد، ومن زرع حصد. واعلموا أنَّ لمعلِّميكم ومعلماتكم حقًّا عظيمًا بعد حق والديكم، فهم الذين يفتحون لكم أبواب المعرفة، ويضيئون لكم دروب الهداية، ومن لم يُجِلّ معلِّمه لم ينتفع بعلمه. وقد قال الفاروق عمر رضي الله عنه: (تعلّموا العلم، وتعلّموا للعلم السكينةَ والوقارَ، وتواضعوا لمن تعلّمون منه). وكان السلف الصالح رحمهم الله يوصون بقولهم: (لا يُنال العلم إلا بتعظيمه وتعظيم أهله).

وتذكّر – أيها الطالب – أنّك أملُ أسرتك، وسندُ والديك، وثروةُ وطنك، وعدّةُ أمتك. فاصنع لنفسك هدفًا عظيمًا، وغايةً نبيلةً، ولا ترضَ بالدون، بل تعلّم لترتقي بنفسك، وتنفع أهلك ومجتمعك، وتبني وطنك، وتكون لبنةً صالحةً في صرح أمتك، وساعدًا أمينًا لقادتك ودولتك. واعلم أنّ على قدر همتك تأتي عزيمتك، وكما قال الشاعر:

على قدرِ أهلِ العزمِ تأتي العزائمُ

                                         وتأتي على قدرِ الكرامِ المكارمُ

ويا أيها الآباء والأمهات: إنَّ لكم دورًا لا يقل شأنًا عن دور المعلّمين، فأنتم البيئة الأولى، والمدرسة الكبرى، ومنزلتكم في نفوس أبنائكم لا يزاحمها أحد. هيّئوا لهم أجواءً طيبة، وشجّعوهم بالكلمة الصالحة، وادعموهم بالنصيحة الرقيقة، وازرعوا في قلوبهم الأمل والثقة، حتى ينطلقوا في دروبهم بثباتٍ وعزيمة، ويبلغوا المراتب العالية، فتقرّ أعينكم بهم، وتفخروا بثمار صبركم وتربيتكم.

نسأل الله جلّ وعلا أن يوفق أبناءنا وبناتنا لما يحب ويرضى، وأن يفتح لهم أبواب العلم النافع والعمل الصالح، وأن يجعلهم هداةً مهتدين، مباركين أينما كانوا، وأن يجزي معلميهم ومعلماتهم خير الجزاء، ويبارك في جهودهم، إنه سميعٌ قريبٌ مجيب.

نفعني الله وإيّاكم بالقرآن العظيم، وبهديِ سيد المرسلين، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيمَ لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلّ ذنبٍ فاستغفروه، إنّه هو الغفور الرحيم.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي جعل طلب العلم من أجلّ الأعمال، وأعظم القربات، فقال تعالى: (يَرْفَعِ اللّٰهُ الَّذِيْنَ آمَنُوْا مِنْكُمْ، وَالَّذِيْنَ اُوْتُوا الْعِلْمَ دَرَجٰتٍ) ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين.

أمّا بعدُ: فيا أيُّها الإخوةُ والأخواتُ في اللهِ، بمناسبةِ انطلاقةِ العامِ الدراسيِّ الجديد، نُباركُ لأبنائنا وبناتنا هذا الاستقبالَ المبارك، ونسألُ اللهَ العليَّ القدير أن يجعلَه عامَ خيرٍ وعلمٍ وتوفيقٍ وسداد، وأن ينفع بهم وبمعلميهم ووطنهم، إنَّه سبحانه سميعٌ مجيبُ الدعاء.

أيُّها الأبناءُ والبناتُ من طلّابِ العلمِ: إنّه ليسرُّني في هذه المناسبة أن أُقدِّمَ إليكم باقةً من التوجيهات، علّها تكونُ عونًا لكم في مسيرتكم العلمية، وسندًا لكم في عامٍ دراسيٍّ زاخرٍ بالتفوّق والإبداع.

ابدؤوا عامَكم بدايةً جادّة، فمن كان له تقصيرٌ في عامٍ مضى فليفتحْ صفحةً جديدةً بيضاء، وليتركْ ما اعتاد من سلبياتٍ كتأخّرٍ عن الحضور، أو إهمالٍ في المظهر والكتب، أو عبثٍ بمرافق المدرسة، أو تعالٍ على الزملاء وإثارةٍ للخصام. فالمؤمنُ الحقُّ طالبًا كان أو طالبةً محبوبٌ بين الناس بحسنِ خُلقه ونظامه واجتهاده، يُحبُّه اللهُ ورسولُه، ويفتخر به والده ومعلمُه وجيرانُه وأهلُ مسجده.

وتفاءلوا رعاكم الله بصفِّكم الجديد ومرحلتِكم القادمة، وابذلوا جهدَكم لتكونوا من الناجحين المتميزين، فإنّ من جدَّ وجد، ومن زرعَ حصد، واستيقنوا أنَّ اللهَ لا يضيعُ أجرَ من أحسنَ عملًا. واذكروا دائمًا أن الصلاةَ عمودُ الدين وأساسُه، وهي الصلةُ بين العبد وربّه، فحافظوا عليها في وقتها، فإنّ التهاونَ فيها خسران، والتفريطَ بها هدمٌ لأساسِ النجاح في الدنيا والآخرة.

واعلموا حفظكم الله أنّ النومَ المبكِّرَ والاستيقاظَ المبكِّر سرٌّ من أسرار النشاط وصفاءِ الذهن، فكونوا حريصين على ذلك، لتستقبلوا يومَكم الدراسي بقلوبٍ حيّةٍ وعقولٍ واعية. ولا تُؤجِّلوا عملَ اليوم إلى الغد، بل داوموا على حلِّ واجباتكم ومراجعةِ دروسكم أولًا بأول، فإنَّ التراكم يُورث التعب والفتور، ويُضعف التحصيلَ والنتائج.

وتذكّروا رعاكم الله أن زملاءكم ليسوا سواءً في ظروفهم وأحوالهم؛ فقد يكون أحدهم ضعيفاً في بصره أو سمعه، وآخر يتيماً أو مريضاً أو من أسرةٍ فقيرة. فلا تجرحوا مشاعرَهم بالمباهاةِ في الملبس أو المسكن أو السيارة، بل قابلوهم بالرفق والمحبّة، والمساعدة، فإنّ المسلمَ كَيِّسٌ فَطِن، رحيمٌ بإخوانه، لينُ الجانبِ معهم.

أيها الأخوة والأخوات في الله: لا يفوتُنا في هذه المناسبة أن نرفعَ أسمى عبارات الشكرِ والعرفان لولاة أمورنا جلالة الملك وسمو ولي العهد وحكومتهم الرشيدة على ما يولونه من عنايةٍ ورعايةٍ بالعلمِ والتعليم، ودعمهم للمعلمين والطلبة، وحرصهم على توفير التعليم المجاني، وبذل المشاريع التطويرية، والارتقاء بالمناهج والمدارس والمعلمين، ليظلّ أبناؤنا وبناتنا في موقع الريادة.

كما نتوجّهُ بالشكرِ لوزارة التربية والتعليم، ومسؤوليها، على ما يبذلونه من جهدٍ في مواكبة تطلعات القيادة الحكيمة، وبذلهم في إنشاء المدارس والمعاهد، وتطوير المناهج والمواد، والاعتماد على الكوادر الوطنية المخلصة، حفاظًا على جودة المخرجات التعليمية، وصونًا لهويتنا الدينية والوطنية.

نسأل اللهَ أن يسدِّد الخطى، ويبارك الجهود، ويوفّق الجميع لما يحبُّ ويرضى، ويجزي كلَّ من خدم العلم والتعليم خيرَ الجزاء.

اللَّهُمَّ اجعل هذا العامَ الدراسيَّ عامَ خيرٍ وبركةٍ وفلاح، واجعله عامَ علمٍ نافعٍ وعملٍ صالحٍ متقبَّل.

اللَّهُمَّ وفِّق أبناءَنا وبناتِنا للجدِّ والاجتهاد، واملأ قلوبَهم نورًا وفهمًا وحِكمة، وهيِّئ لهم من أمرهم رشدًا.

اللَّهُمَّ بارك في معلميهم ومعلماتهم، وأعنهم على أداء رسالتهم بأمانةٍ وإخلاص، واجعلهم قدوةً صالحةً لأبنائنا وبناتنا.

اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، اللهم اجعل كلمتك هي العليا إلى يوم الدين.

اللهم آمنا في وطننا وفي خليجنا واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً سخاءً رخاءً وسائرَ بلاد المسلمين، الْلَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أُمُوْرِنَا، الْلَّهُمَّ وفق مَلِكِنَا حَمِدَ بْنَ عِيْسَىْ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ رئيس وزرائه سلمان بن حمد، الْلَّهُمَّ وَفِّقْهُمْ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَىَ وَخُذْ بِنَوَاصِيْهِمْ لِلْبَرِّ وَالْتَّقْوَىْ وَهَيِّئْ لَهُمْ الْبِطَانَةَ الْصَّالِحَةَ الْنَّاصِحَةَ يَا رَبْ الْعَالَمِيْنَ..

اللهم كن لإخواننا المستضعفين المظلومين في كل مكان، اللهم كن لهم في فلسطين وغزة الجريحة ناصراً ومؤيداً ومعيناً، اللهم فرّج كربهم، وآمن روعهم، واشفِ جرحاهم، وتقبّل شهداءهم، وفك الحصار عنهم، وارزقهم الصبر والثبات والتمكين.

اللهم أحفظ المسجد الأقصى والمرابطين فيه، مسرى نبيك وحصنه بتحصينك وأكلاه برعايتك وعنايتك واجعله في حرزك وأمانك وضمانك يا ذا الجلال والإكرام

اللَّهُمَّ اغفر زَللَنا، وسدِّد قَولَنا، وبارك في عُمرِنا، ووسِّع أرزاقَنا، وحسِّن أخلاقَنا، واغفر لأحيائِنا وأمواتِنا، وارزقنا وإيّاهم الفردوس الأعلى برحمتِك يا كريم.

الْلَّهُمَّ صَلِّ وَسَلَّمَ وَزِدْ وَبَارِكَ عَلَىَ سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ.

(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)