وصايا نافعة في زمن الأزمات والشدائد
فضيلة الشيخ عدنان بن عبد الله القطان
24 ذو الحجة 1446 هـ – 20 يونيو 2025 م
الحمدُ للهِ على نِعَمِه العظيمة، ومنها نعمةُ الأمنِ والإيمان، والخوفُ والرجاء، نحمدُه ونشكرُه، ونستعينُه في تقلبِ الأحوال. ونشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، يُؤمِّنُ مَن يشاءُ ويَخيفُ مَن يشاء، وهو العزيزُ الحكيم، ونشهدُ أنَّ سيدنا ونبينا محمداً عبدُه ورسولُه، هدى اللهُ به القلوبَ، وأمَّنَ به السُّبُل، صلّى اللهُ وسلم عليه وعلى آلِه وصحبِه والتابعين لهم بإحسان.
أمّا بعد: فيا عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
معاشر المسلمين: إنَّ من سُنن الله الثابتة، وقضائه المطّرد في هذه الحياة الدُّنيا: أنَّها لا تدوم على حال، ولا تستقرُّ على وضعٍ واحدٍ لأحدٍ من خلقه، بل هي دار تقلُّب وتبدُّل، لا يُوثق بأمانها، ولا يُركن إلى رخائها، ولا يُغترُّ بزُخرفها وزينتها، فما هي إلاّ ميدان ابتلاء، وموطن اختبار، وساحةُ تمحيصٍ وتمييز، قال تعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً).
فالحياة تمضي بأهلها بين مدٍّ وجزر، وليلٍ ونهار، وسُرورٍ وحُزن، وصحةٍ وسَقم، وسعةٍ وضيق، وغِنىً وفقر، وقوةٍ وضعف، وسلم وحرب، وأمنٍ وخوف، وعزٍّ وذُلّ.
فما من حالةٍ يمرُّ بها الإنسان إلا وقد تقلب فيها من قبلُ غيره، أو سيتقلب هو فيها لاحقاً، وهذه سُنَّة الله في خلقه، لا تتبدل ولا تتغير. كم من إنسانٍ أقبل عليه الليل وهو في عافيةٍ وسكينة، تغمره الطمأنينة، وتحيط به أسباب الراحة، ثم أصبح على نكدٍ وابتلاء، يئنُّ من ألمٍ أو فقْدٍ أو ضيقِ حال! وكم من جماعةٍ ومجتمعٍ كانت تعيش في بحبوحة من العيش، وأمنٍ واستقرار، وسَعةٍ في الأرزاق، فحلَّت بهم المصائب والمحن والحروب، وبدَّلت النعم نِقماً، وانقلب الرخاء شدة، والسَّعة ضيقاً! قال تعالى: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ، وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) وقال: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) وتلك هي سُنّة الابتلاء الإلهي، يمتحن الله بها عباده؛ ليُظهر الصابرين من الجزعين، والمحتسبين من المتسخّطين، والموقنين من الشاكّين، ويوقظ الغافلين، ويردّ الضالين، ويطهّر الصفوف، ويُعلِي قدر من صدق مع ربّه. وقد أخبرنا الله جل وعلا عن هذه السنة بجلاء، فقال سبحانه في محكم التنزيل: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)
فالمؤمن إذا رأى تقلبات الزمان، وتغير الأحوال، واضطراب الواقع، وكثرة الفتن والنوازل، فإن عليه ألا ينشغل فقط بالتحليل والتفسير، ولا أن يغرق في الحزن أو الحيرة، بل يجب أن يوجّه نظره إلى ما يجب عليه، ويسأل نفسه سؤال الصادقين: ما واجبي في هذه المحنة؟ ما الذي يُرضي الله عني الآن؟ كما كان دأب الصحابة رضوان الله عليهم، حين تتابعت عليهم الكروب، وتكاثرت عليهم الشدائد، ما كانوا يسألون: لماذا هذا؟ بل كانوا يسألون: (فما تأمرنا يا رسول الله؟). هكذا كانت نظرتهم، وهكذا ينبغي أن تكون نظرتنا: أن نلزم الصبر، ونثبت على الحق، ونأوي إلى ركن الله الشديد، ونتواصى بالحق والتقوى، ونتفكر في الحكمة من الابتلاء، ونعمل على ما يُصلح أحوالنا في الدنيا ويرفعنا عند الله في الآخرة. فإن تقلب الأحوال، وإن اشتدت المحن، لا تغيّر من واجب العبد في التوجّه إلى الله، والثبات على أمره، والتمسك بحبله المتين.
عباد الله: وإن من رحمته تعالى بعباده، أنه لم يتركهم حيارى عند تقلب الأحوال، بل أرشدهم إلى ما يُصلح حالهم، ويثبّت قلوبهم، ويضمن لهم السلامة في دينهم ودنياهم. ومن هذه التوجيهات الربانية ما يلي: التوجيه الأول: الرجوع إلى الله تعالى توبةً واستغفاراً، ومحاسبةً للنفس وإصلاحاً لها. فما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رُفع إلا بتوبة صادقة. وإن من أعظم ما يرفع النقم، ويجلب النعم: تصحيح العلاقة مع الله، ومراجعة القلب والعمل، والانطراح بين يدي الكريم الغفور. فما أرحمه سبحانه، يقبل التائب مهما عظم ذنبه، ويفتح أبواب الفرج لمن طرقها بندمٍ وخشيةٍ وإنابة.
التوجيه الثاني: استشعار نعمة الأمن، ومعرفة قدرها، وشكر الله عليها، ودعاؤه بدوامها. فالأمن نعمة عظيمة، لا يُدرك قدرها إلا من فقدها. ولأجلها دعا الخليل إبراهيم عليه السلام ربّه فقال: (رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) ولقد صوّر النبي صلى الله عليه وسلم حقيقة النعمة في أوضح صورها فقال: (من أصبح منكم آمناً في سِربِه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حِيزت له الدنيا بحذافيرها) فبالشكر تحفظ النعم، وتدوم الخيرات، وبكفرانها تزول وتُسلب، كما قال تعالى: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ)
التوجيه الثالث: الثبات على الإيمان، والتمسك بتوحيد الله، واللجوء إليه، والرضا بقضائه وقدره. فمن أعظم أسباب الأمن والسكون، قوة الإيمان وصدق التوحيد، إذ بهما تطمئن القلوب، وتثبت الأرجل، وتُدفع المخاوف. قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ) وفي أوقات الفتن واضطراب الأحوال، تكون العبادة لله أعظم أجراً، وأرفع منزلة، لأنها في زمان غفلةٍ وانشغال. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:(العبادة في الهرج كهجرة إليَّ) أي أن العبادة في زمن الفتن والمحن والاختلاط والاضطراب وكثرة القتل تعدل في أجرها الهجرة إلى رسول الله ﷺ لما فيها من الثبات والإخلاص والانقطاع إلى الله وقت انصراف الناس عنه.
التوجيه الرابع: من أعظم التوجيهات الربانية التي تُسهم في حفظ الأمن، وتثبيت الاستقرار، وتحقيق المصلحة العامة: وجوب ردّ الأمور إلى أهلها، والتعاون الوثيق مع ولاة الأمور في تحقيق المصالح ودفع المفاسد، وما فيه خير البلاد والعباد، وفي دفع الشرور، ومواجهة الأزمات، والحروب، والفتن، والمحن.وقد نبَّه النبيُّ ﷺ إلى عِظَمِ دور الحاكم في المجتمع، فقال في الحديث الصحيح: (إِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ، يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ، وَيُتَّقَى بِهِ)، أي: أن الإمام -أي ولي الأمر- بمنزلة الوقاية والدرع الحصين، الذي يتحصن به الناس من الفتن والاعتداءات، ويُدفع به عنهم البلاء والعدو، وتُحمى به بيضة الإسلام، وتصان به المصالح العامة.
فإذا عُلم ذلك، فإن من الواجبات الشرعية، بل من أوجب الحقوق: الالتفاف حول ولي الأمر، ومناصرته في الحق، ومؤازرته في الشدائد، والدعاء له بالتوفيق والسداد، والثبات والرشاد، فبصلاحه يصلح أمر الأمة، وبقوته وعدله تستقيم أحوال الرعية. وهذا من تمام النصيحة لولاة الأمور، التي أمر بها رسول الله ﷺ، حيث قال: (الدين النصيحة)، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: (لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم). فلنحرص، عباد الله، على هذا الباب الجليل الذي به تحفظ الجماعة، وتُدرأ الفتنة، ويأمن الناس على دينهم ودنياهم.
التوجيه الخامس: على المسلم أن يُعِدّ نفسه بقلبٍ صادق ونية خالصة لبذل النفس والمال والجهد في الدفاع عن وطنه المسلم، وأن يكون من أوائل المبادرين لحمايته وصون مقدّساته، وأمن أهله وخيراته. فحبُّ الوطن من الفطرة، والدفاع عنه من أعظم الواجبات، لا سيّما إن كان وطناً تُقام فيه شعائر الدين وتُصان فيه الحُرمات. ومن يُقتل دفاعاً عن ماله أو أهله أو نفسه فهو شهيد، فكيف بمن يُقتل دفاعاً عن وطنٍ فيه الأهل، والمال، والمقدّسات؟ فليكن المسلم غيوراً على وطنه، حارساً لأمنه، ساعياً في استقراره، فإن ذلك من الإيمان وسبيلٌ إلى رضوان الله.
التوجيه السادس: ليُكثر المسلم من الدعاء في الشدة والرخاء، يسأل اللهَ دوام الإيمان، وحفظ الأوطان، ودفع الفتن، فإن الدعاء سلاح المؤمن، ووسيلة الضعيف إلى القوي. وقد أمر الله به ووعد بالإجابة، فقال: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) وقال: (فَإِنِّي قَرِيبٌ). وكان النبي ﷺ يكثر من الدعاء بالأمن والعافية، ويحثُّ عليه، ومن دعائه: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ). فليتضرّع العبد لربه أن يحفظ الدين والوطن، ويكفينا الفتن، ويغمرنا برحماته، فهو الحنّان المنّان، وليدعُ بقلب خاشع: اللَّهُمَّ احفظ بلادَنا وبلادَ المسلمين من الفتن والمحن، والبلاء والحروب، وسائر الشرور، يا ذا الجلال والإكرام.
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم وبهدي سيد المرسلين أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله ولي الصالحين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله العالمين، ونشهد أن أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله إمام المرسلين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد فيا أيها المسلمون: في ظل المستجدات الإقليمية الدقيقة، والظروف العصيبة التي تمر بها منطقتنا، ومع احتدام الأزمات وتسارع الأحداث، فإن الواجب الشرعي والوطني يُحتِّم علينا جميعاً أن نتحلى بالوعي والبصيرة، ونستمسك بروح المسؤولية، ونزن الأمور بميزان العقل والحكمة، مسترشدين بقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ)
وقوله سبحانه: (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) وهذا يشمل الراعي في بيته، وفي عمله، وفي مجتمعه، وفي وطنه.
إن الأمانة الكبرى اليوم أن نحفظ سفينة الوطن من أن تتخطفها الأمواج، أو تمزقها الفتن، أو يعصف بها دعاة السوء، والعابثون بأمن المجتمعات واستقرارها.
أيها المسلمون: في زمن الفتن لا يُطلب منا أن نكون وقوداً لصراعات لا نعلم عواقبها، وإنما يُطلب منا أن نعتصم بحبل الله، ونغلب لغة العقل، ونسعى لوحدة الصف والكلمة، وأن نبتعد عن الشائعات التي تثير البلبلة، قال الله تعالى: (إِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ، وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ، لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ) فلا تكن أخي المؤمن أداة لنقل الأخبار دون تثبّت، ولا تكن وسيلة لإشعال النار، بل كن ممن يُطفئ الفتنة قبل أن تستعر، وانظر في فعل سلفنا الصالح في أزمنة الشدائد، كيف كانوا إذا هبت رياح الفتن، سكنوا، وإذا هاجت العواصف، اعتصموا بالله، وصدعوا بكلمة الحق، ودعوا إلى الاجتماع، لا إلى الفرقة، وإلى التآلف، لا إلى التنازع. يُروى أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال في الفتن:(كونوا كخيرِ ابنيْ آدم)، في إشارة إلى قوله تعالى: (لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ) لا تكن البادئ بالشر، بل كن من الساكنين الراغبين في السلم، الحريصين على الأمة.
أيها المسلمون: إن المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مملكة البحرين، قد أصدر بياناً مسؤولاً، يحمل روح الحكمة، وعبق الدين، وحرارة الغيرة على هذا الوطن وأهله، فدعا إلى التزام الحكمة، وضبط النفس، والتحلي بالوعي واليقظة، وحذر من الانجراف وراء الشائعات، والانخداع بدعوات مشبوهة تلبس لبوس النصيحة وهي في حقيقتها سهم مسموم في خاصرة الأوطان.
أيها الإخوة والأخوات في الله: أمتُنا اليوم في أمسِّ الحاجة إلى خطابٍ واعٍ متزن، وإلى وعيٍ ناضج، وإعلامٍ صادقٍ نزيه، وعلماء مخلصين، وخطباء ربانيين، وشبابٍ يدرك مسؤوليته تجاه دينه ووطنه. فلنحرص على التمييز بين الصوت العاقل والضجيج المضلل، ولنحرص على التماسك والوحدة، فهي سبيل القوة والنجاة. واشكروا الله على نعمة الأمن، فهي من أعظم النعم وأثمنها.
ونسأل الله العلي القدير أن يحفظ وطننا البحرين، وسائر بلاد المسلمين، من كل سوء وشر، ومن الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يرد كيد العابثين، ويهيئ لأمتنا أمرَ رشدٍ يُعزّ فيه أهلُ الطاعة، ويُوفَّق فيه الجميعُ للخير والصلاح.
اللَّهُمَّ يا حَنَّانُ يا مَنَّان، يا ذا الجلالِ والإكرام، نسألُكَ بأسمائِكَ الحُسنى وصفاتِكَ العُلى أن تحفظنا وتحفظَ بلادَنا وبلادَ المسلمين من المحن والفتن والبلاء والحروب، وكلِّ سوءٍ ،وشرٍّ ومكروه.
اللَّهُمَّ ارزقنا الأمنَ في الأوطان، والصحةَ في الأبدان، والبركةَ في الأرزاق، والإصلاحَ في الأحوال، ولا تُسلّطْ علينا بذنوبِنا من لا يخافُكَ فينا ولا يرحمُنا.. اللَّهُمَّ أسبغ علينا نِعَمَك ظاهرةً وباطنة، وادفع عنا بأسَكَ وغضبَك، وارزقنا شكرَ نِعمتِك، وحُسنَ عبادتِك ودوامَ لطفِك وسترك.
اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، اللهم اجعل كلمتك هي العليا إلى يوم الدين.
اللهم آمنا في وطننا وفي خليجنا واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً سخاءً رخاءً وسائرَ بلاد المسلمين، الْلَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أُمُوْرِنَا، الْلَّهُمَّ وفق مَلِكِنَا حَمِدَ بْنَ عِيْسَىْ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ رئيس وزرائه سلمان بن حمد، الْلَّهُمَّ وَفِّقْهُمْ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَىَ وَخُذْ بِنَوَاصِيْهِمْ لِلْبَرِّ وَالْتَّقْوَىْ وَهَيِّئْ لَهُمْ الْبِطَانَةَ الْصَّالِحَةَ الْنَّاصِحَةَ يَا رَبْ الْعَالَمِيْنَ..
اللهم كن لعبادك المستضعفين في كل مكان، ناصراً ومؤيداً وظهيراً ومعيناً، اللهُمَّ كن
للمظلومين في فلسطين وغزة وفي كل مكان، اللهمَّ اجعل لهم من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ومن كل بلاء عافية، اللهم أحفظ بيت المقدس والمسجد الأقصى وأهله واجعله شامخاً عزيزاً عامراً بالطاعة والعبادة إلى يوم الدين.
اللهم فرج الهم عن المهمومين، ونفس الكرب عن المكروبين، واقض الدين عن المدينين، واشف مرضانا وارحم والدينا وارحم موتانا برحمتك يا أرحم الراحمين.
الْلَّهُمَّ صَلِّ وَسَلَّمَ وَزِدْ وَبَارِكَ عَلَىَ سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ.
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)