هنأ القيادة الحكيمة والشعب الكريم د. المفتاح: ليلة القدر ليلة السلام والمصالحة مع النفس ومع الخلق

تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، تنظم إدارة الشؤون الدينية بوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف احتفالها السنوي بليلة القدر المباركة، وذلك بعد صلاة التراويح من مساء يوم الأربعاء 26 رمضان 1438هـ الموافق 21 يونيو الجاري بمركز أحمد الفاتح الإسلامي.
صرح بذلك وكيل الوزارة للشؤون الإسلامية الشيخ الدكتور فريد بن يعقوب المفتاح، رافعاً التهنئة بهذه المناسبة الجليلة إلى القيادة الحكيمة وعلى رأسها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء والشعب الكريم، وقال المفتاح: إن وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف تحرص سنوياً على الاحتفاء بهذه الليلة المباركة تأكيداً على أهميتها وتذكيراً بفضلها، لتبقى ماثلة في عقول وقلوب المسلمين الذين تتعلق بها قلوبهم ويحدوهم الشوق لإحيائها مترقبين فرصة قيامها من أول دخول الشهر الفضيل.
وأضاف وكيل الشؤون الإسلامية أن ليلة القدر فرصة ثمينة لا تعدلها فرصة أخرى في الأجر والمثوبة، فهي ليلة يعدل أجر العمل فيها أجر ألف ليلة كاملة وأفضل من ذلك، حيث قال تعالى: “ليلة القدر خير من ألف شهر”، أي أن من وفقه الله لليلة القدر فقد كتب الله له أجر عبادة أكثر من ألف ليلة، أي ما يعادل خمساً وثمانين عاماً، ليلة واحدة لكنها تساوي عمر الإنسان بأكمله.
واستطرد المفتاح: إن ليلة القدر ذات فضل عظيم، ليس على مستوى الفرد فقط، بل على مستوى المجتمع الإنساني بأكمله، فهي ليلة سلام شامل لكل البشرية على وجه الأرض، وعلى كل إنسان على وجه المعمورة أن يكون السلام غايته لنفسه ولمن حوله من خلق الله، وأن يعمل على أن يكون السلام مظلة ليسعد العالم كله وينعم بظله.
وأوضح المفتاح بأن نزول القرآن الكريم في هذه الليلة أكبر دلالة على إرادة الخالق عزوجل على السلام والرحمة العامة للخلق كافة، فالقرآن نزل في ليلة القدر، وهي ليلة سلام من أولها إلى آخرها، لقوله تعالى: “سلام هي حتى مطلع الفجر”، فالسلام والرحمة جناحان لرسالة الإسلام، خاتمة الرسالات، مؤكداً على أن العالم اليوم أحوج ما يكون إلى إشاعة ثقافة الرحمة والسلام، وأن الأحداث التي تلف العالم بالحروب والدمار آن لها أن تزول، وأن يحل محلها السلام لتسعد البشرية ويتحقق لها الأمن والأمان.
وأضاف وكيل الشؤون الإسلامية: إن من يخرقون سفينة السلام بجهلهم وسوء فهمهم للإسلام وشريعته الغراء، يجرون الويلات على الأمة بأسرها، وهم التحدي الحقيقي لرسالة السلم والسلام، وأنهم من خلال هذا الفهم السقيم والتطرف في الفكر والسلوك يُصدرون صورة مشوهة عن الإسلام والمسلمين، وأن مجابهة فكرهم ومواجهة تطرفهم وغلوهم واجب على الجميع.
كما أكد المفتاح على أن التطرف الفكري والإرهاب ليس خاصاً بمذهب أو دين، ففي كل دين وفي كل مجتمع وفي كل مذهب متطرفون يسيئون إليه بأقوالهم وأفعالهم، كما أن التطرف أيضاً ليس خاصاً بالأفراد والجماعات، وإنما قد يكون سياسة لبعض الدول التي تسعى لزعزعة أمن واستقرار دول أخرى، وتثير القلاقل والفتن في مجتمعات أخرى عبر جماعات وميليشيات تابعة لها، تعمل على تنفيذ أجندتها الطائفية المنغلقة.
واختتم قائلاً: إن ليلة القدر فرصة مراجعة على المستويات كافة، فلنبدأ جميعاً في كتابة صفحة جديدة بالأمل في تحقيق تطلعات البشرية إلى الأمن والسلام، سائلاً المولى عزوجل أن يحفظ البحرين قيادةً وشعباً، وأن يحفظ وحدة خليجينا وأمتنا وأن يعم بالخير جميع أوطان المسلمين، داعياً جميع المواطنين والمقيمين لحضور الفعالية واستلهام العبر والدروس مما سيطرحه المشاركون من فضائل هذه الليلة المباركة.