برعاية جلالة الملك المفدى وبمشاركة 2882 متسابقًا ومتسابقة اختتام الدورة الـ 23 من جائزة البحرين الكبرى للقرآن الكريم

 

  • وزير العدل: الجائزة أسهمت في فوز البحرين بـ 80 مركزًا في المسابقات الدولية
  • وكيل وزارة الأوقاف المصرية ينوه بجهود البحرين في خدمة القرآن الكريم

 

 

تحت رعاية كريمة من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، اختتمت مساء يوم أمس الأحد بمركز أحمد الفاتح الإسلامي جائزة البحرين الكبرى للقرآن الكريم في دورتها الثالثة والعشرين التي تنظمها وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وذلك بحضور معالي الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة نائب رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، ومعالي الشيخ خالد بن علي بن عبدالله آل خليفة وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف.

وافتتح الحفل بتلاوة آيات عطرة من القرآن الكريم، تلتها كلمة لمعالي وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف أكد فيها أن لمملكة البحرين حظًّا وافرًا من الاهتمام بالقرآن الكريم، تجسد في أعمال جليلة مكنَّت لها القيادة الحكيمة فأثمرت ثمارًا يانعة، وبلغ ذلك ذروته في جائزة البحرين الكبرى للقرآن الكريم التي مضى عليها عقدان من الزمان.

وأضاف معاليه أن جائزة البحرين الكبرى للقرآن الكريم تعبر عن عمق مكنون حب القرآن الكريم في نفوس المسلمين، ذلك الكتاب العزيز الذي اختص الله به هذه الأمة، وجعله لها شرفًا وعزًّا، لافتًا إلى أن الاهتمام بالقرآن الكريم كان ولا يزال وسيبقى أولى الأولويات في حياة الأمة الإسلامية وشعوبها.

وأوضح معاليه أن جائزة البحرين الكبرى للقرآن الكريم وبعد أكثر من عشرين عامًا انتقلت نقلة نوعية لتشمل ست مسابقات قرآنية للذكور ومثلها للإناث، وهي: مسابقة حفظ القرآن الكريم، ومسابقة “بيان” لطلبة المدارس بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، ومسابقة “أجران” لذوي الإعاقة الذهنية البسيطة بالتعاون مع وزارة العمل والتنمية والاجتماعية، ومسابقة “غفران” لنزلاء إدارة الإصلاح والتأهيل بالتعاون مع وزارة الداخلية، ومسابقة “رضوان” لعموم الجمهور، إلى جانب مسابقة سلمان الفارسي للناطقين بغير اللغة العربية، والتي تم استحداثها في هذه الدورة من الجائزة.

وأشار معاليه إلى أن هذا التطوير في الجائزة أثمر في زيادة عدد المشاركين، إذ بلغ عددهم 2882 متسابقًا ومتسابقة، وهو أكبر عدد من المشاركين في تاريخ المسابقة منذ انطلاقتها سنة 1996م في عهد المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته.

ولفت معاليه إلى أن هذه الجائزة ركَّزت على الجودة وتبنَّت نوعية متميزة من المتسابقين والمتسابقات بمملكة البحرين استطاعوا أن يحققوا مراكز متقدمة في مسابقات القرآن الكريم الدولية، بلغت أكثر من 80 فوزًا مستحقًّا، فضلاً عن عدد كبير من المشاركات المنتظمة في تلك المسابقات.

وأعرب معاليه عن خالص الشكر والعرفان لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى حفظه الله ورعاه على ما يوليه جلالته للقرآن الكريم وحفظته من رعاية ودعم، مضيفًا: “ما هذه الجائزة القرآنية المباركة، وما مسابقة القارئ العالمي، وما مصحف البحرين، وما معهد القراءات، وما عشرات المراكز القرآنية وآلاف الطلاب الدارسين فيها، إلا علامات مضيئة في سماء العمل القرآني بمملكتنا المباركة الحبيبة وفي ظل قيادتها الحكيمة”.

وتابع: “كما تعكس النتائج المتميزة التي حققها مشاركو مملكة البحرين في مسابقات القرآن الكريم الدولية الرؤية الحكمية لحضرة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء. وكذلك الاهتمام الكبير والمتابعة الحثيثة والدؤوبة من سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية”.

ووجه معاليه جزيل الشكر والتقدير للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، ولمعالي الشيخ عبدالرحمن بن محمد آل خليفة نائب رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية على الدعم الكريم والتعاون البناء الذي أسهم بقدر وافر في استمرارية هذه المسابقة وتطورها عامًا بعد عام، مثمنًا تعاون الشركاء من مختلف الوزارات والجهات الحكومية، وتحديدًا: وزارة الداخلية، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية، إضافةً إلى المراكز والحلقات القرآنية ومؤسسات المجتمع المدني، مقدرًا جهود المشايخ الكرام أعضاء لجان التحكيم والتنظيم الذين كان لهم الفضل بعد الله تعالى في نجاح أعمال هذه الدورة، مهنئًا الفائزين بالمراكز الأولى في مسابقات الجائزة بكل فروعها، متمنيًا لهم الاستمرار على هذا النهج القويم والاستزادة من كتاب الله تعالى حفظًا وتلاوةً وفهمًا وعملاً.

من جانبه، ألقى ضيف الجائزة فضيلة الدكتور أمين عبدالواجد وكيل وزارة الأوقاف بجمهورية مصر العربية الشقيقة كلمة أعرب فيها عن سروره واعتزازه بحضور الحفل الختامي لجائزة البحرين الكبرى للقرآن الكريم، وأشار فضيلته إلى أن القرآن الكريم أُنزل على خير الناس وخير الرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، بواسطة خير الملائكة جبريل عليه السلام، في خير الشهور شهر رمضان، وفي خير الليالي ليلة القدر، وفي خير الأماكن مكة المكرمة والمدينة المنورة، لافتًا إلى أن من تعلمه وعلمه كان من خير الناس، مصداقًا لقول سيد الناس: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).

وأكد فضيلته أن القرآن الكريم هو نبراس الهدى، والدستور الأسمى المنير المشرق، فعلم الطبيعة والحياة وحكمة الإيجاب من تبيانه تتدفق، فهو النور المبين، وهو حبل الله المتين، نزل على أمة النور، وعلى الرسول النور، في غار حراء جبل النور، ومن تعلمه كان له قسط من هذا النور، ومن لم يجعل الله له نورًا فما له من نور.

وأضاف فضيلته: “إن القرآن يخاطب النفس فتخشع، ويخاطب القلب فيخضع، ويخاطب الروح فتقنع، ويخاطب الأذن فتسمع، ويخاطب العين فتدمع، ولو نزل على جبل لتصدع. له حلاوة، وعليه طلاوة، لا يشبع منه العلماء، ولا يُروى منه الحكماء، أسكت الشعراء، وأخرس الفصحاء، فيه حُسن نظام، وجميل إحكام، ودقة انسجام”.

وتوجه فضيلته بجزيل الشكر والتقدير لمملكة البحرين قيادةً وحكومةً وشعبًا لما تقوم به من جهد طيب في خدمة القرآن الكريم، والتشجيع على تعاهده وحفظه وفهم معانيه، لافتًا إلى أن وجود هذه المراكز القرآنية وهؤلاء الحفظة المباركين يدل على رعاية الله تعالى لهذا البلد الكريم، كما أن وجود بيت القرآن الذي يُعنى بتاريخ القرآن ويغرس قداسته في قلوب المسلمين، لهو عمل عظيم. داعيًا الله جل جلاله أن يُسبغ على البحرين نعمه ظاهرةً وباطنة، وأن يحفظ المملكة من جميع الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يجعلها آمنة مطمئنة وسائر بلاد المسلمين، وأن يوفق صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء.

وأعرب عن شكره للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية على دعوة فضيلته للمشاركة في الحفل الختامي للجائزة، مثمنًا جهود معالي الشيخ عبدالرحمن بن محمد آل خليفة نائب رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ومعالي الشيخ خالد بن علي بن عبدالله آل خليفة وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف في خدمة القرآن الكريم والدين الحنيف.

بعد ذلك، تلا المتسابق درويش محمد علي آيات عطرة من الذكر الحكيم، ثم تفضل معالي الشيخ عبدالرحمن بن محمد آل خليفة ومعالي الشيخ خالد بن علي آل خليفة بتتويج المتسابق عيسى أحمد عيسى الحمداني الفائز الأول في جائزة البحرين الكبرى للقرآن الكريم في دورتها الثالثة والعشرين في فرع حفظ القرآن الكريم كاملاً، وتكريم الفائزين في مختلف فروع المسابقة، وتكريم أعضاء لجنة التحكيم، والجهات المشاركة.