الجمعة 11 شوال 1440 هـ

الموافق 14 يونيو 2019 م

الحمد لله المتوحد في الجلال بكمال الجمال تعظيماً وتكبيراً، والمتفرد بتصريف الأحوال على التفصيل والإجمال تقديراً وتدبيراً، المتعالي بعظمته ومجده (ٱلَّذِى نَزَّلَ ٱلْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَـٰلَمِينَ نَذِيراً) ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأزواجه وأصحابه والتابعين لهم بإحسان…

أمّا بعد: فيا عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)

معاشر المسلمين: إن نعم الله عز وجل على الإنسان كثيرة لا تعد ولا تحصى، يقول تعالى: (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا، إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) ومن تلك النعم العظيمة التي حظي بها الناس في زماننا، وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، بأشكالها وأنواعها، وهي في الحقيقة –لمن أحسن استخدامها- نعمة كبيرة من الله عز وجل.. لقد أصبح العالم اليوم في ظل وسائل التواصل الحديثة كقرية صغيرة، يستطيع الإنسان التعرف على أخباره، والتواصل مع أفراده، فلقد أصبحت هذه الوسائل الآن متاحة في أيدي عدد كبير جداً من الناس في كل دول العالم.

أيها المؤمنون:ولشبكات التواصل الاجتماعي محاسن وإيجابيات نورد بعضها، فمنها: أولاً: أنها وسيلة للتواصل المعرفي: فيمكن من خلال وسائل التواصل الاجتماعي جمع كثير من المعلومات والمعارف، فهي وسيلة اطلاع سهلة وميسورة، تساعد على التنوع الثقافي، وزيادة المعرفة، وهي فاعلية أكثر من الوسائل التقليدية للمعرفة والقراءة. فإذا نظرنا إلى حجم المعلومات المتبادلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وجدناها كثيرة ومتنوعة، تشمل كثير من المجالات، وتساعد الشباب على زيادة النمو المعرفي دون بذل كثير من الوقت والجهد في القراءة والاطلاع في المكتبات.

ثانياً: أنها أداة عون على صلة الرحم: لا يخفى ما توفره وسائل التواصل الاجتماعي من جهد ووقت لتحقيق الفريضة التي ربما غابت عن كثير من الناس، إما لانشغالهم أو بعد المسافات، أو صعوبة الطريق وما إلى ذلك. أما وسائل التواصل الاجتماعي فقد قصرت المسافات بين الأقارب بعضهم البعض ويمكن للإنسان أن يطمئن على أقاربه والتعرف على أخبارهم على مدار اليوم دون أن يكلفه ذلك وقت ولا جهد ولا سفر.

ثالثاً: أنها منبر للرأي والرأي الآخر: إن من أهم خصائص شبكات التواصل الاجتماعي سهولة التعديل على صفحاتها، وكذلك حرية إضافة المحتوى الذي يعبر عن فكرك وآراءك، والتي ربما تتعارض مع الغير أحياناً، فالمجال مفتوح أمام حرية التعبير -المنضبطة بميزان الشرع والعقل- مما جعل مواقع التواصل الاجتماعي أداة قوية للتعبير عن الميول والاتجاهات والتوجهات الشخصية. كما أن الشخص في وسائل التواصل الاجتماعي أكثر فاعلية لأنه يستطيع المشاركة بآرائه وأفكاره، وليس أداة استقبال فقط. رابعاً: تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة دعوية فعالة: فقد فتحت الشبكات الاجتماعية باباً كبيراً للتواصل والدعوة مع الآخرين مسلمين أو غير مسلمين، باختلاف لغاتهم واختلاف أجناسهم وبلدانهم، وأصبح لكثير من الدعاة صفحاتهم الخاصة ومواقعهم الإلكترونية، وهو انتقال إيجابي للتواصل العالمي مع سائر المسلمين في ظل الانفتاح المعلوماتي، وتتميز الدعوة عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي بالعالمية والفورية والتحديث المستمر، مع كسر حاجز الوقت والزمان، والسهولة في الاستخدام والتواصل، والتوفير في الجهد والتكاليف. ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن للإنسان أن يعمل جاهداً على تطوير وتحسين العديد من الأمور المختلفة التي يمكن أن تساعده على تطوير حياته؛ كاكتساب المهارات الجديدة.

أيها الأخوة والأخوات في الله: ورغم الإيجابيات الكثيرة التي تحملها شبكات التواصل الاجتماعي، فإن استعمالها لا يخلو من سلبيات ومخاطر اجتماعية؛ حيث نبهت دراسات متخصصة في بعض الدول إلى المخاطر الاجتماعية المحتملة لمواقع التواصل الاجتماعي على الأسر، مشيرة إلى أن من تلك المخاطر: كثرة حالات الطلاق والخيانة الزوجية، وتقليص العلاقات الاجتماعية خصوصاً مع تفشي استعمال مواقع التواصل الاجتماعي عبر الهواتف. ومن السلبيات أيضاً: ضياع الوقت. فقد أصبح استخدام الهاتف وغيره من الأجهزة الحديثة للتصفح في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، يسلب من الإنسان وقتًاً كبيراً، حتى بلغ البعض حد الإدمان في قضاء أوقات كبيرة للتصفح في هذه الوسائل، حتى بين جنبات المساجد، وأدبار الصلوات، وفي رحاب الحرمين الشريفين، منشغلين بتصوير أو تسجيل، أو محادثات ونحوها.

وشبكات التواصل الاجتماعي ذئبٌ جائع.. غذاؤه الوقت! ولقد صدق في مثل هؤلاء حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: نِعمَتَانِ مَغبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، الصِّحَّةُ والفَرَاغ) ولا شك أن هذا أمر جلل؛ لذا يقول ابن القيم رحمه الله: (إضاعة الوقت أشد من الموت؛ لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها). ويقول الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (ما ندمتُ على شيءٍ ندمى على يومٍ غرَبَت فيه شمسُهُ، نقص فيه أجلي، ولم يزدَدْ فيه عملي). والحق أن  دوام الجثوم على شبكات التواصل الاجتماعي يقتل النبوغ ويشتت الأذهان، ويهدر الوقت، ويورث الكسل، ويجلب الفشل.

ومن سلبيات شبكات التواصل الإجتماعي: بث الإشاعات والأراجيف: فالشائعات تُعتبر من أخطر الأسلحة الفتَّاكة والمدمِّرة للمجتمعات والأشخاص، فكم أقلقت الإشاعةُ من أبرياء، وكم حطَّمت الإشاعة من عظماء، وكم هدمت الإشاعة مِن بيوت، وكم تسببت الشائعات في هدم علاقات وصداقات.. والواجب على المسلم أن يقف عند هذه الشائعات المنتشرة على شبكات التواصل الاجتماعي، وألا يسمح لنفسه أن يكون ناقلاً لها؛ لأن الله عز وجل أمر بالتثبت من الأخبار، وحذر من نشر الشائعات، فقال تعالى: (إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا) وقد قال الإمام الحسن البصري رحمه الله: (المؤمن وقَّاف حتى يتبين).

أيها الأخوة والأخوات في الله: ومن سلبيات شبكات التواصل الاجتماعي: مواقف التحريض ونشر الفتنة: فوسائل التواصل الاجتماعي شأنها شأن وسائل الأعلام المرئية والمقروءة، منها ما ينشر المعلومات الصادقة، ومنها ما يهدف لتغييب الوعي وإثارة البلبلة، وقد تكون مصدراً للخير، وقد تكون دافعاً للشر. مما قد يحدث خللاً أمنياً وفكرياً، خاصة أن أكثر رواد الشبكات الاجتماعية من الشباب، مما يسهل إغراؤهم وإغواؤهم بدعوات لا تحمل من الإصلاح إلا اسمها، وما هي إلا خطط إبليسية يقف وراءها دول ومنظمات وأحزاب تسعى للهدم والتدمير، وقد أحسن جلالة الملك حفظه الله ورعاه بإصدار قانون ينظم هذه الوسائل ويضبط ما ينشر فيها، فجزاه الله خيراً..

ومن سلبيات شبكات التواصل الاجتماعي: عرض المواد الإباحية والفاضحة والخادشة للحياء.. إن مسألة الإباحية الخلقية والدعارة من المخاطر العظيمة على المجتمعات القديمة والمعاصرة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (مَا تركْتُ بعْدِي فِتْنَةً هِي أَضَرُّ عَلَى الرِّجالِ مِنَ النِّسَاءِ) لقد ذكرت الدراسات الغربية المتخصصة، أن تجارة الدعارة والإباحية الخلقية، تجارة رائجة جداً يبلغ رأس مالها مليارات الدولارات، ولها أواصر وثيقة تربطها بالجريمة المنظمة. وتجارة الدعارة هذه تشمل شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة، وتفيد الإحصاءات أن تجارة الدعارة هي ثالث أكبر مصدر دخل للجريمة المنظمة بعد المخدرات والقمار.

عباد الله: ومن سلبيات شبكات التواصل الاجتماعي : الكذب لأجل إضحاك الناس: فمن صور الاستخدام السيئ لوسائل التواصل الاجتماعي كذب البعض بقصد إضحاك الناس، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم، محذرا من هذا المسلك (ويلٌ للذي يحدِّثُ بالحديثِ ليُضحكَ بهِ القومَ فيكذِبُ ويلٌ لهُ ويلٌ لهُ)…ومن سلبياتها: أنها اختطفت لذة القراءة الهادفة، ومتعة المطالعة  التخصصية، وأشعرت كثيراً من مستخدميها بالتخمة الفكرية، لكثرة ما يقرءون من خلالها، حتى إذا ما جئت تفتش في داخلك، ومستوى حصيلتك، لم تجده شيئاً  يستحق القياس، سوى معلومات مفرقة، وأحسن ما يقال في حقها إن كانت مطالعات إيجابية أنها ثقافة عامة، لكن من المؤكد أن وسائل التواصل الاجتماعي قد تطور فكراً، أو ترشد وعياً، لكنها من الصعب أن تؤسس علماً، أو ترسخ منهجاً، أو تبني حضارة.

ومن سلبيات شبكات التواصل الاجتماعي تدني مستوى الاهتمامات في بعض الحسابات والشبكات، إطلاق الأوسمة  التافهة (أو ما يسمى بالهاشتاقات) وانخراط الكثير في المشاركة فيها بلا وعي وللأسف الشديد.

وبعد عباد الله: فإن إيراد مثل هذه المخاطر لشبكات التواصل الاجتماعي، لا يعني بالضرورة التحذير منها، إنما المراد الحذر منها، إذ إنها سلاح ذو حدين، من استعان بها على اكتشاف المعارف والعلوم، وإصلاح نفسه وتطويرها، والتوازن في التعاطي معها عبر المفيد والمباح منها، كانت له خيراً وبركة، وإن كانت الأخرى فقد ضل وخسر.

فاتقوا الله عباد الله وأطيعوه، وانظروا ماذا تكتُبُون وماذا تُرسِلُون؛ فإنه يُحصى عليكم بخيره وشره، (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ، بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ) نسأل الله تعالى خير هذه الوسائل وخير ما فيها، ونعوذ به من شرها وشر ما فيها.

نفعني الله وإيّاكم بالقرآن العظيم، وبهديِ سيد المرسلين، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيمَ الجليل لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلّ ذنبٍ فاستغفروه، إنّه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد فيا أيها المسلمون: إن من الحكمة أمام ثورة شبكات التواصل المعلوماتية، والبرامج التقنية، أن نوجهها لا أن نواجهها، فلقد أصبحت تشكل جزءاً كبيراً من هوية المجتمع، ومعبِّرة عن تكوينه، وناطقة بتفاصيله، ومن أراد أن يتناغم مع هذه الشبكات ويتعاطى معها فإني أسوق له هذه الوصايا: أولاً: حدِّد هويتك : من أنت وماذا تريد، لا يستجرنك غيرك لتحقيق أهدافهم! فاختر من تتابع، وحدد ماذا تكتب؟ ولمن تقرأ  وماذا تنشر؟ ثانياً: ارسم منهجك: فحسابك انعكاس لشخصيتك، ونمطية تفكيرك، وطبيعة بيئتك غالباً، فليكن لك منهجاً واضحاً تتخذه مع نفسك في تعاطيك مع هذه الشبكات.

ثالثاً: ارفع قيمتك واسمُ بذاتك، وحلِّق بروحك في سماء العز، مترفعاً عن سقط المتاع، ولا تهبط بفكرك ولسانك واهتماماتك ! فكل وعاء بما فيه ينضح ! ولا تُنقص كرامتك بمجادلة الجهلة والسفهاء وملاغاتهم، إذ ليس لديهم ما يخسرونه بالمجادلة، فمن اتقاهم فقد أكرم نفسه: (وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً)

رابعاً: لا يلزم من كثرة الشيء أو انتشاره صحته وسلامته! فانتشار تركيب المقاطع المرئية المضحكة مثلاً بقصد السخرية من أشخاص أو شخصيات وتداولها عبر شبكات التواصل الاجتماعي لا يعني جواز نشرها لوقوعها في دائرة المنع الإلهي (لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ)

خامساً: نوِّع في تخصصات من تتابع، واقطف من كل بستان زهرة، لا تحصر نفسك في ميدان واحد! وثقافة واحدة! ولا مانع من التركيز على حسابات تفيدك في  تخصصك أو تنمي هواياتك، أو تلبي ميولك.

سادساً: أحفظ وقتك من الإفراط في التعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي فهو رأس مالك، وسرُّ فلاحك، وذُخر زادك، ويا لهوان من ضيعه فيما لا يجد بركته في دنياه ولا أخراه…

سابعاً: أحفظ جوارحك: أحفظ عينك عن مشاهدة الحرام، ولسانك من الولوغ في أعراض المسلمين، فأنت مسئول، والملَك يقيد، والصحائف تُكتب، والحسيب يراقب، والموعد جنة أو نار: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ)

ثامناً: تثبت قبل نشر الأخبار والأسرار : فلا قيمة تذكر أن تكون أول من ينشر ذلكم الخبر! أو يسُوق تلك المعلومة! ويعظم الأمر ويشتد إن كان ذلك في فضيحة لمسلم، ويتعاظم حين يكون في حق ولي أمر من أمور المسلمين أو عالم من علماءهم! واستمسك بوصية ربك ومولاك، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)

تاسعاً: روِّح عن نفسك بالمباح بمشاهدة المقاطع المباحة أو الطريفة، أو الوثائقية والتاريخية إن شئت، فلا أحد يمنعك من ذلك! شريطة خلوها من المحاذير الشرعية..

عاشراً: كن إيجابياً، كن جميلاً ترى الوجود جميلاً: لا تلبس نظارة سوداء فتحول الأشياء من حولك إلى صور مظلمة، ولوحات معتمة، وزواياً قاتمة، تفاءل، فكر، خطط، شجِّع، ركِّز، بادر، ثابر، سابق، نافس، واحذر التجريح والطعن والتشهير والإقصاء والتصنيف، وتذكر إن لم تُشعل شمعة فلا تُطفئها.

اللهم أصلح أحوالنا، وأهد قلوبنا، وسدد أقوالنا وأعمالنا، وأهدنا لأحسن الأخلاق والأقوال والأعمال، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها، لا يصرف عنا سيئها إلا أنت، إنك على كل شيء قدير..

اللهم أصلح أبنائنا، اللهم أصلح شبابنا وفتياتنا، اللهم حبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم، وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان، واجعلهم من الراشدين، اللهم أرهم الحق حقاً وأرزقهم إتباعه، وارهم الباطل باطلا وأرزقهم اجتنابه، اللهم بارك لنا في أولادنا، وابعد رفقاء السوء عنهم ووفقهم لطاعتك وارزقنا برهم يارب العالمين.

اللهم آمنا في وطننا، وفي خليجنا، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين، اللهم وفق ولاة أمورنا، وفق ملكنا حمد بن عيسى ورئيس وزرائه خليفة بن سلمان وولي عهده سلمان بن حمد، اللهم وفقهم لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى، وهيئ لهم البطانة الصالحة الناصحة يارب العالمين.

اللهم من أراد بلادنا وبلاد الحرمين الشريفين وخليجنا وجيشنا ورجال أمننا، بشر وسوء وفتنة فأشغله بنفسه، وأجعل كيده في نحره، وأدر دائرة السوء عليه يا سميع الدعاء… اللهم إنا نستودعك بلاد الحرمين الشريفين وأهلها، أمنها وأمانها، ليلها ونهارها، أرضها وسماءها، واسلامها و بيت الله الحرام، ومسجد خير الأنام، فأحفظها يا ربنا من الطغاة المجرمين، ومن عبث العابثين وكيد الكائدين، وعدوان المعتدين، ومن كل من يريد بها سوءاً وشراً، وأرنا فيهم عجائب قدرتك يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم كن لإخواننا المستضعفين في كل مكان ناصرا ومؤيدا، اللهم كن لهم في فلسطين وفي بلاد الشام وفي اليمن وفي كل مكان…

اللهم اغفر ذنوبنا، واستر عيوبنا، ونفس كروبنا، وعاف مبتلانا، وشف مرضانا، وارحم الله موتانا برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم صل وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين…

عِبَادَ الْلَّهِ: (إِنَّ الْلَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيْتَاءِ ذِيْ الْقُرْبَىَ وَيَنْهَىَ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُوْنَ). فاذكروا الله العلي العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون ويغفر الله لي ولكم.

  خطبة  جامع الفاتح الإسلامي – عدنان بن عبد الله القطان – مملكة البحرين