14 محرم 1441 هـ

13 سبتمبر 2019 م

———————————————-

الحمد لله الذي خلق الإنسان وعلمه البيان، الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الكريم المنان، رفع شأن العلم والعلماء، وجعلهم منارة وأهلاً للثناء، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، الذي كمل الله له الفضائل والإحسان، وجعله معلم البشرية ما أشرقت شمس وانمحى ظلام على مر الدهور والأزمان، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وأزواجه وأصحابه والتابعين ومن تبعهم وسار على نهجهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله تعالى؛ فاتقوا الله رحمكم الله، واحذروا من علم لا عمل معه، وعمل لا إخلاص فيه، (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)

معاشر المسلمين: لا تزال عجلة الحياة تدور، وما زالت السنون تنقضي حتى يعقبها المنون، تتجدد أمام نواظرنا معالم العبر، وتهز قلوبنا تلك العظات، وفي هذا ذكرى للذاكرين؛ (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ)

بالأمس القريب كنا نودع عاماً دراسياً، وها نحن في هذه الأيام نستقبل عاماً دراسياً جديداً، وهكذا تمضي بنا الحياة بين استقبال الزمان ووداعه، وشروقه وغروبه، وبدايته ونهايته، ونبقى أغراضاً لسهام المنايا، وما كثرة صرعى المنايا إلا دليلُ صدقٍ على قربها منا…

عام دراسي جديد، فيه ينشر العلم، وفيه تتأدب النفوس، وتزكو الأخلاق؛ العلم الذي رفع الله به أقواماً ووضع به آخرين، فلا يستوي أبداً عالمٌ وجاهلٌ، يقول تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ، إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) ويقول جل وعلا: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) ثم إنه تبارك وتعالى لم يأمر نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم بطلب التزود من شيء إلا من العلم؛ فقال له امراً، ولغيره مرشداً: (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً). وقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ سَلَكَ طَرِيقًاً يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْماً، سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًاً إِلَى الْجَنَّةِ) وبين النبي صلى الله عليه وسلم فضل العلم وأهله؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضاً لِطَالِبِ الْعِلْمِ، وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ، وَمَنْ فِي الْأَرْضِ، وَالْحِيتَانُ فِي جَوْفِ الْمَاءِ، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ، كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، وَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَاراً، وَلَا دِرْهَماً، وإِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ) تلك هي منزلة العلم، وأهل العلم في ديننا الإسلامي الحنيف.

أيها الأخوة والأخوات في الله: ينتظم أبناؤنا من الطلاب والطالبات في هذه الأيام بمدارسهم ومعاهدهم وجامعاتهم، لينهلوا من مناهل العلم والمعرفة، على حسب مستوياتهم واتجاهاتهم، يشجعهم على ذلك ويدفعهم أولياء أمورهم والقائمون على تدريسهم، من مربين ومربيات ومدرسين ومدرسات، والذين يقع عليهم العبء الأكبر في تربية الناشئة التربية الإسلامية الهادفة، والمواطنة الصالحة، التي تعود عليهم بالنفع في دنياهم وآخرتهم، ولا يتم ذلك إلا بالتعاون الجاد بين البيت والمدرسة، وقيام كل منهما بما له وما عليه تجاه أبناء المسلمين وبناتهم…ألا فليعلم كل من اشتغل بالتعليم:أن أقل ما يُنتظَر من المعلم والمعلمة، أن يتقيا الله تعالى فيما استرعاهم الله من أمانة أبناءنا وبناتنا من الطلاب والطالبات ، وأن يتقيا الله سبحانه وتعالى في قولهما وفعلهما وسلوكهما، وأن يكون ذلك كله متفقاً مع روح الإسلام ومبادئه في التعامل مع الطلاب والطالبات، والتخاطب معهم، وعدم التمييز بينهم، وأن يروا فيهما القدوة الصالحة التي تحتذى… ثم يا عباد الله  لا بد من العناية بهذا النشء عناية عظيمة، ولاسيما في هذا الزمان الذي كثرت فيه الفتن، وتنوعت فيه الشرور، وكثرت فيه المغريات للفساد، فأصبح الأبناء والبنات يتلقون من وسائلَ كثيرةٍ؛ ومن قنوات شتى؛ ومن مجالات مختلفة، وهنا تعظم مسؤولية المعلم والمعلمة والأولياء أمام هؤلاء الأبناء والبنات.. إن واجب المعلم في كل مجال يعلِّمُه – سواء أكان معلماً لمواد الدين أم مواد الدنيا – إنه يجب عليه أن يكون قدوة في الخير، مربياً للنشء، حريصاً على تأديبهم وتعليمهم طاعة الله عز وجل، وتحذيرهم من الشر والفساد، وأن يكون هو قدوةً لهم في كل خير، هكذا ينبغي أن يكون المعلم، ناصحاً لطلابه، مؤدِّباً ومعلماً لهم، يدلهم على كل فضيلة، وينشر بينهم الخير، ويقتنص الفرصَ والمناسباتِ لينصح لهم ويوجههم، ويستمع لهم ويساعدهم في حل مشكلاتهم التي يواجهونها.. وعلينا جميعاً أن نلين وأن نرفق بأبنائنا وبناتنا فما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه، وهكذا كان أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم، خير المعلمين، وإمام المربين والموجهين، قال عنه معاوية السلمي رضي الله عنه: (بِأَبِي هُوَ وَأُمِّي، مَا رَأَيْتُ مُعَلِّماً قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيماً مِنْهُ، فَوَ اللهِ، مَا كَهَرَنِي وَلَا ضَرَبَنِي وَلَا شَتَمَنِي)، وَقَالَ خَادِمُهُ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: (خَدَمْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ، وَاللهِ مَا قَالَ لِي: أف قَطُّ، وَلَا قَالَ لِي لِشَيْءٍ: لِمَ فَعَلْتَ كَذَا؟ وَهَلَّا فَعَلْتَ كَذَا؟، وَهُوَ الْقَائِلُ صَلَّى اللهُ عَلَيه وَسَلَّمَ : (عَلِّمُوا وَيَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا، وبشّروا ولا تنفّروا) وإن المنصف ليدرك دون شك جهد ذلك الجندي المجهـول- المعلم المخلص والمعلمة المخلصة- في تعليم الأجيال، وتربيتهم، وتقويم سلوكهم، وإن واجب الوطن نحوه:أن يشكر جهوده ويكرمه، ويؤدي إليه بعضاً من حقه، وأن يعرف له قدره واحترامه وفضله.

فيا أولياء الأمور: الله الله في حقوق المعلمين والمعلمات وحقوق الأبناء والبنات، اغرسوا في قلوب أبنائكم وبناتكم حب العلم وأهله، اغرسوا في قلوبهم إجلال المعلمين والمعلمات وتوقيرهم واحترامهم؛ طلباً لمرضات الله سبحانه وتعالى، علموهم الأدب قبل أن يجلسوا في مجالس العلم والطلب. ورحم الله أم الإمام مالك بن أنس، فإنه لما أراد أن يطلب العلم أَلْبَسَتْهُ أُمُّهُ أَحْسَنَ الثِّيَابِ ثُمَّ أَدْنَتْهُ إِلَيْهَا، وَمَسَحَتْ عَلَى رَأَسِهِ، وَقَالَتْ: يَا بُنَيَّ اذْهَبْ إِلَى مَجَالِسِ الْإِمَامِ رَبِيعَةَ، وَاجْلِسْ فِي مَجْلِسِهِ، وَخُذْ مِنْ أَدَبِهِ وَوَقَارِهِ وَحِشْمَتِهِ، قَبْلَ أَنْ تَأَخُذَ مِنْ عِلْمِهِ).

ويقول الإمام الشافعي رحمه الله وهو تلميذ للإمام مالك: يقول: (كنت أُصَفِّحُ – يعني أقلب – الورقة بين يدي مالك رحمه الله صفحاً دقيقًاً هيبة له؛ لئلا يسمع وقعها)، وهذا الربيع بن سليمان رحمه الله وهو من تلاميذ الشافعي يقول: (والله ما تجرأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر إليَّ هيبة له)، وكان الإمام الحافظ شعبة بن الحجاج رحمه الله يقول: (كنت إذا سمعت من الرجل الحديث كنت له عبداً ما دام حياً)، وكان الإمام أحمد رحمه الله وهو تلميذ للشافعي يقول لابن الشافعي: (أبوك من الخمسة الذين أدعو لهم كل سحر)…

أيها الأولياء الكرام: أوصوا أبناءكم وبناتكم بالجد والاجتهاد، والصبر والمصابرة والاحتساب؛ فإن بلادهم تنتظر منهم خيراً كثيراً، وما ذلك على الله بعزيز، (ذَٰلِكَ فَضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ ۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ) علموا أبناءكم أن الغايات والأهداف النبيلة لا تدرك بالمنام، ولا تطلب في الأحلام، ولكن تريد الجد والاجتهاد، والكفاح والصبر، والصلاح والإصلاح، فإذا أخذ الله بيد عبده وفقه وفتح له أبواب الخير ويسرها له.

أبنائي وبناتي من الطلبة والطالبات: أنتم الجيل الصاعد والبذرةُ الطيبة التي يُنتظر نماؤها وثمرتها، وأنتم معقد آمال أُسركم ومجتمعكم وأمتكم؛ لتصلحوا حاضرهم ومستقبلهم بنجاحكم العلمي الحقيقي، فكونوا عند حسن ظن الجميع.. وذلك يأتي بقيامكم بأسباب النجاح العلمي. فعليكم أن تعلموا أن أعظم عون لكم على دراستكم: أن تحافظوا على طاعة الله تعالى عملاً بالأوامر واجتناباً للنواهي، وأن تكونوا بارين بوالديكم، بعيدين عن عقوقهم، وجرِّ المشقة إليهم. وبعد ذلك ما أجملَ أن تكونوا حريصين على التعلم الصادق: تذاكرون دروسكم باهتمام، وتحفظون ما يُحفظ باعتناء، وتستمعون لمعلميكم بإنصات، وتوسعون المدارك العقلية لديكم بالاطلاع العلمي خارج المدرسة لتعضدوا ما تتلقونه فيها.. فإذا جاء موعد الامتحان -وأنتم على ذلك الاهتمام- كنتم غير خائفين من الاختبار، وصرتم واثقين عند دخولكم قاعات الامتحان؛ لكونكم قد أخذتم بأسباب النجاح بعد التوكل على الله تعالى. وما أحسنَ أن تكونوا على أدب جم، واحترام وتقدير لمن يعلمكم، منصتين متواضعين، لا يرى منكم إلا أطيب الأفعال، ولا يسمع منكم إلا أفضل الأقوال. يقول صلى الله عليه وآله وسلم: (تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ وَتَعَلَّمُوا لَهُ السَّكِينَةَ وَالْوَقَار، وَتَوَاضَعُوا لِمَنْ تَتَعَلَّمُونَ مِنْهُ وَلِمَنْ تُعَلِّمُونَهُ) ويقول بعض السلف: (لا ينال العلم، ولا ينتفع به، إلا بتعظيم العلم وأهله، وتعظيم المعلم وتوقيره)…أما الطلاب الذين لا يحترمون مدرّسيهم فهم ناكرون للجميل، جاحدون للنعمة، مضرون لأنفسهم، ولزملائهم.. وما أجمل أن يكون الطالب ذا أخلاق حسنة مع زملائه، مهذَّب اللسان، بعيداً عن الإيذاء، يختار من بين الزملاء للصداقة والملازمة أهلَ الجد والأدب، ويعرض عن جلساء السوء علماً وخلقاً.

فإن الطالب قد يكون في بدء أمره حسن الأخلاق، حريصاً على التعلم حتى إذا خالط رفقاء السوء ذهب خُلقه وحرصه،  واستبدل الذي هو أسوء بالذي هو أحسن.

وأكرمْ بأولئك الطلاب الحريصين على أوقاتهم الذين لا يضيعونها في القيل والقال، والعكوف على الملهيات، بل يستغلون أوقاتهم فيما يعود عليهم بالنفع، ومنه مراجعة دروسهم، وأداء واجباتهم المدرسية.

نسأل الله تعالى أن يوفق أبنائنا وبناتنا لخيري الدنيا والآخرة، ويهديهم صراطه المستقيم، ويجنبهم رفقاء السوء، وينفعهم بما علمهم، إنه سميع مجيب الدعاء.

نفعني الله وإيّاكم بالقرآن العظيم، وبهديِ سيد المرسلين، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيمَ الجليل لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلّ ذنبٍ فاستغفروه، إنّه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي جعل طلب العلم من أجلّ الأعمال، وأعظم القربات، فقال تعالى: (يَرْفَعِ اللّٰهُ الَّذِيْنَ اٰمَنُوْا مِنْكُمْ، وَالَّذِيْنَ اُوْتُوا الْعِلْمَ دَرَجٰتٍ) ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين.

أمّا بعد: فيا أيها المسلمون: بمناسبة العام الدراسي الجديد، فإننا نهنئ أبناءنا وبناتنا بعامهم الدراسي الجديد، سائلين المولى عز وجل أن يكون عام خير وبركة عليهم وعلى أساتذتهم ومعلميهم وعلى وطننا العزيز الغالي إنه سميع مجيب الدعاء.

أيها الأبناء من الطلبة والطالبات: وبهذه المناسبة فإنه يسعدني أن أقدم لكم بعض النّصائح، لعلّها تعينُكم على قضاءِ عامٍ دراسي جديد، مليءٍ بالتفوّق والإبداع والمحبّة..

-ابدؤوا العام الدراسيّ الجديد بدايةً صحيحة؛ فمن كانت لديه عادة سلبيّة في الأعوام السابقة فليُقلع عنها، فبعض الطلاب والطالبات هداهم الله يتأخرون في الحضور إلى الدّرس، ولا يهتمّون بنظافة كتبهم ودفاترهم وملابسهم، ويعبثون في مرافق المدرسة فيشوّهون المقاعدَ وجدرانَ الفصل بالكتابة عليها، والبعض الآخر -هداهم الله- يتعالى على زملائه في الصف، ويثيرُ الفتنَ بينهم، فالطالب المجدّ والمنظم والخلوق يحبّه الله ورسوله ووالداه ومعلموه وزملاؤه وأهل الحيّ وجماعة المسجد، فأتمنى عليكم أن تكونوا من الطلاب المحبوبين…

-تفاءلوا بالصّف الجديد، وبالمرحلة الجديدة التي انتقلتم إليها، وابذلوا قُصارى جهودكم لتكونوا من المتفوّقين الناجحين، وثقوا تماماً أنّ الله سوف يُعينكم..

-حافظوا على أداء الصلوات فهي عمود الدين وأساسه، وقد حث الإسلام على المواظبة عليها، وأمر الله بالمحافظة عليها،  فقال تعالى:(حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ). وتوعد سبحانه وتعالى من يتكاسل في أدائها ويؤخرها عن وقتها بالويل فقال عز وجل: (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ،  الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ)

-عوّدوا أنفسكم النّومَ المبكّر والاستيقاظ المبكّر؛ لتكونَ أجسامكم مهّيأةً لتحمُّلِ اليوم الدراسي الذي يتطلّب الحيويّةَ والنشاط، وتكون أذهانكم مستعدّةً لتقبّل المعلومات الجديدة والمتنوّعة…  -واظبوا على حلّ الواجبات، وقراءة الدروس أولاً بأول ولا تؤجّلوا عمل اليوم إلى الغد، حتى لا تتراكمَ عليكم الدروس، وتكثُر عليكم الواجبات فذلك يؤدي إلى ضعف مراتبكم الدراسية…

-من كان لديه تقصير في مادة من المواد في العام المنصرم فليبذل جهده وليُكثر من سؤال المعلم، وسيجد المعلم متفاعلاً معه راغباً في مساعدته، فالمعلمون يحبّون الطالب المجدّ ويبادرون إلى مساعدته…

-لا تجرحوا شعورَ زملائكم بالتفاخرِ بحسن ألبستكم وقوة أجسامكم وجمال بيوتكم وسياراتكم، فقد يعاني أحدُ زملائكم نقصاً في النظر، أو في السّمع، ولربّما كان الثالث يتيماً، والرابع من أسرة فقيرة، والخامس يعاني مرضاً مُزمِناً، فعاملوا زملاءكم بلطف ورفق ومحبّة…

أيها الأخوة والأخوات: ولا ننس بهذه المناسبة أن نتقدم بالشكر والتقدير لقيادتنا الكريمة، على دعمها الكبير للعلم والتعليم والمعلم وطلبة العلم، واهتمامها بأبنائنا من الطلبة والطالبات، وحرصها على تعليمهم، التعليم المجاني، وتنفيذها لمشاريع التعليم التطويرية والتربوية المستمرة وتوجيهها لتحسين أداء المدارس والمعلم، وتوفير المدارس والمباني والإنشاءات والتجهيزات والمعلمين المؤهلين الأكفاء والتي تصبّ في خدمة الطلبة والطالبات باعتبارهم محور العملية التعليمية… والشكر موصول لوزارة التربية والتعليم ولوزيرها وللمسئولين القائمين على الوزارة، لتنفيذهم تطلعات ورؤى القيادة الحكيمة، وتوسعهم في إنشاء المدارس ومعاهد التدريب الفنية والمهنية، وتطويرهم للمناهج والمواد الأساسية،  وحرصهم على الاستعانة بالكوادر الوطنية المؤهلة، بما يضمن ويسهم في تجويد المخرجات التعليمية وحفظ الهوية الدينية والوطنية  لطلاب وطالبات وطننا العزيز.

سدد الله الخطى وبارك في الجهود ووفق الجميع لما يحب ويرضى، وجزى الله الجميع خيراً.

اللهم أقر عيوننا بصلاح أبنائنا وبناتنا وأهدهم إلى صراطك المستقيم،وجنبهم رفقاء السوء، وأحفظهم من شر الأشرار وكيد الفجار،وحبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان واجعلهم من الراشدين، اللهم علمهم ما ينفعهم وانفعهم بما علمتهم وزدهم علماً يا رب العالمين. اللهم أغننا وزينا بالعلم، وأكرمنا بالتقوى، وجملنا بالعافية يا رب العالمين… اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، اللهم اجعل كلمتك هي العليا إلى يوم الدين ، اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمدٍ صلى الله عليه وسلم وعبادك الصالحين. اللهم آمنا في وطننا وفي خليجنا،واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين، اللهم وفق ولاة أمورنا لما تحب وترضى، اللهم وفق ملكنا حمد بن عيسى ورئيس وزرائه خليفة بن سلمان وولي عهده سلمان بن حمد  اللهم وفقهم لما تحب وترضى وخذ بنواصيهم للبر والتقوى، وسدد على طريق الخير خطاهم، وهيئ لهم البطانة الصالحة الناصحة يارب العالمين. اللهم من أراد بلادنا وبلاد الحرمين الشريفين وخليجنا وجيشنا ورجال أمننا، بشر وسوء وفتنة فأشغله بنفسه، وأجعل كيده في نحره، وأدر دائرة السوء عليه يا سميع الدعاء. اللهم انصر عبادك المظلومين في كل مكان، اللهم كن معهم ناصراً ومؤيداً في فلسطين وفي بلاد الشام وفي اليمن إنك على كل شيء قدير.. اللهم احقن دماءهم، وأحفظ أعراضهم، وأطفالهم ونساءهم ورجالهم وشيوخهم، ولا تسلط عليهم من لا يخافك ولا يرحمهم..

اللهم فرج الهم عن المهمومين ونفس الكرب عن المكروبين واقض الدين عن المدينين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين.. اللهم نور على أهل القبور من المسلمين قبورهم، واغفر للأحياء ويسر لهم أمورهم، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار..

اللهم صل وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وإيتآء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَآءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)

فاذكروا الله العلي الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون ويغفر الله لي ولكم.

خطبة جامع الفاتح الإسلامي – عدنان بن عبد الله القطان – مملكة البحرين